وأعجب من أعمالك قال إني أريد أن يفي لي بوعده فإنه من وفى وإني من يوني له ولا أريد أن أضيع حقا وعدني به . قال كسرى ماذا يقول فحكى له بزرجمهر عن كلام عمر فقال لقد أصاب فإني وعدته بذلك ولابد من القيام بالوعد لأن له علينا ثمن البشارة وأمر أن يدفع له ألف دينار فبلغه الوزير فضحك منه وقال له هذا المبلغ لا يكفي في جنب عذابي إلى طهران وركضي وراء نواله لا سيهما وأن لي جماعة يبلغ عددهم أربعون عيارا فماذا يا ترى ينال الواحد منهم فشرح الوزير لكسرى كلامه فضحك منه وأمر له بعشرة آلاف دينار فأخذها وودع الوزير وكسرى وقفز من نافذة من أعلى الإيوان إلى الأرض وانطلق من هناك والجميع يتعجبون من خفة عمله وسرعة جريه وعياقته وبقي سائرا إلى أن دخل بين معسكرهم ووصل إل أصحابه فقال لهم اتبعوني فقد جئتكم بالمطلوب وسينال كل واحد منكم قسمه وسار أمامهم فانطلقوا حواليه حتى جاء أكمة صغيرة فصعد عليها وأبقى جماعته في أسفلها فجعل ينثر الذهب من فوق فيقع إلى الأسفل فيزدحمون .
عليه ويتضاربون لالتقاطه وهو يضحك الضحك الشديد مسرورا من عمله هذا إلى أن 3 فرغ الذهب من يده فحزن جدا على فراغه وتمنى بأن يكون باق معه شيء ينثره ثم نزل عن الأكمة وسار وسار جماعته من خلفه وما منهم إلاه من أصابه مال الكثير إلا هو فقد رجع صفر اليدين ولما دخل بين الخيام جاء إلى أخيه فسأله عن سبب غيابه فحكى له ما . كان منه عند كسرى وكيف أنعم عليه بعشرة آلاف دينار فتكدر الأمير حمزة من ذلك وقال لماذا هذا العمل فإنه مهين بشأن العرب ويظن الاعجام أنا شحاذون نقصد أخذ المال منهم بالخداع والحيلة وهذا مما لا يرضيني فإياك من العود إليه ثانيا وعندي أن نذهب بلمال إلى الوزير بزرجمهر وتخبره أن يعيده إلى كسرى فاننا في غنى عنه وما من حاجة لنا فيه لأنه لم يكن على سبيل الانعام عليك منه بل طلبته على سبيل السؤال منه قال لم يبق معي من الذهبولا واحد قال اين ذهبت به قال أنفقته في سبيله ثم حكى له ما كان منه ومن ' أصحابه فضحك حمزة وتركه فأوصاه أن لا يعود ثانية إلى مثل هذا العمل .
فهذا ما كان من الأمير حمزة وأما ما كان من كسرى أنوشروان فإنه أقام في المدينة إلى اليوم التالي بقصد الراحة وفيه خرج من قصر منامته وصعد إيوانه العالي ودخل الديوان وجلس في صدره على كرسيه المرصع وجاء أرباب مجلسه كل على رتبته وإذ ذاك قال لبزرجمهر إن لا أريد أن أصبر أيها الوزير الأمين عن مشاهدة الأمير حمزة أكثر ما صبرت وأريدك أن تذهب إليه وتدعوه عن لساني أن يأتي إلي لأراه وأقوم بما هو لائق به وبشأنه فاجاب الوزير أمس سيده وخرج بالزينة الفاخرة واصطحب معه جماعة من أعيان بلاده وجاء سحيام الأمير حمزة فخرج إليه ولاقاه وقبل يديه وسلم عليه ودخل وإياه صيوان الملك النعمان فترحب بهم وجلسا عنده وإذ ذاك بلغ الوزير الأمير حمزة دعوة كسرى وأنه بعئه 1"
صفحه نامشخص