إن أعلم أنك لا بد أن تبعثني إلى كسرى لأبشره هذه البشارة فإذا كان معي الرأس ورآه كان فرحه أعظم فاحصل منه على انعام زائد وأموال غزيرة مقابلة لثل هذه البشارة ولا خفاك أن جماعتي من العيارين الذين اصطفيتهم لنفسي يحبون المال ودائا يسألوني دفع معيناتهم وأنا حتى الآن لا مال عندي ولذلك أريد أن أحصل على الأموال الغزيرة ولي ثقة كبرى بأن من الآن وصاعدا يحصل لي كل ما أطلبه وأرجوه بمساعدتك . فوعده حمزة بكل جيل ودخل وإياه المدينة ومعهما الملك النعمان وبعض الأمراء ودخلوا قصر الملك كسرى وناموا به تلك الليلة وفي الصباح جاءوا الإيوان وصعدوا عليه ونظر حمزة إلى كثرة الأموال الى كان جمعها خارتين وأبقاها في الخزائن مع الأموال الي كان جاء بها من بلاده والتي نببها في أثناء إتيانه إلى المدائن فإذا هي شيء كثير يكاد لا يحصيه العقل ويضيع عنده وإذ ذاك قال له الملك النعمان إن هذا المال هومالنا ولنا الحق بالتصرف فيه ومن الواجب أن نأخذه لأنه من مال خنارتين وقد قتلناه وأصبح ماله مباحا لنا وما من مانع بمنعنا عنه .
فقال حمزة هذا لا أوافق عليه ولا أريده فهو الآن في قبضة الملك كسرى وصار ملكه لأننا نحن نقاتل عنه وله كل ما يقع بأيدينا فهو من ماله دون شك فإن أنعم علينا كان خيرا وإلا فإننا في غنى عن ذلك لأظهر للفرس عفة نفوس العرب ولكي لا يقال عنهم إنهم لصوص وطماعون فانتبه النعمان إلى كلامه ووعاه وعرف أن الحق بيده وأن الله قد جمع به كل خصائل حميدة وجمله بأحسن: الصفات وأبباها . وبعد ذلك كتب الأمير حمزة كتابا إلى الملك كسرى يخبره به ما كان من أمره وأمر نخارتين ودفعه إلى أنحيه عمر وقال له خخل هذا الكتاب واعجل به إلى طهران وادخل على كسرى فادفعه إليه وأقرء مي السلام إلى الوزير بزرجمهر واسأله أن يرضى علي وأخبره بأني مشتاق إلى تقبيل يديه ففرح عمر بهذه الرسالة وقال في نفسه لا بد لي من أحصل في هله المرة على الأموال الغزيرة والانعامات الكثيرة وأنال كل ما أتمناه وأقدر بعد ذلك أن .أنعم على أصحابي العيارين الذين اتخذتهم لنفسي وودع أخخاه والملك النعمان وخرج فرحانا مسرورا وطول الطريق يفكر بما سيحصل عليه ويناله وكلما سار برهة يردد في عقله مقدار ما يأخذ ومقدار ما يعطي إلى أن وصل إلى طهران وهي البلاد التي أقام فيها الملك كسرى كما تقدم معنا .
قال وكان الوزير بزرجمهر بعد أن ودع الأمير حمزة بقي سائرا إلى أن وصل إلى طهران وهو مسرور من الأمير مؤكد بنجاحه ولما دخل على كسرى قال له بشرتي أيبا الوزير النصوح العاقل الخبير . قال قد جاء الأمر على أحب ما تريد وأن الفارس الذي نحن نرتجي منه نصرا قد وجدناه فجاء الحيرة ومنها سار إلى المدائن مع الملك النعمان وفرسان العرب . قال لقد أخطات وكان من اللازم أن يأتي إلينا ونجتمع به أولا ومن ثم نسيره بالعساكر لأني أخاف أن رجال العرب لا يأتون بالمطلوب ولا سيا أن قوم خارتين مم6
صفحه نامشخص