قد انحط على خصمه انحطاط الصواعق وضربه بمتين عزمه بسيفه الماحق فوقع على عاتقه الأيمن فقطعه وخرج السيف من تحت إبطه الأيسر فمال خارتين عن ظهر جواده كأنه طود من الاطواد يختبط بدمه وقد ذهبت روحه من جسده وكانت عموم الفرسان تنظر إلى تلك الضربة فليا رأت العرب أن أميرها قتل خارتين فرحت غاية الفرح وأملت الفوز والنجاح : وثبت عند الملك النعمان ما كان يتردد في ثبوته ولذلك أمر رجال العرب أن تحمل حملة واحدة لما رأى الأمير حمزة وقد خاض ذاك العباب وأغمد بالفرسان سيفه القرضاب وبين يديه عمر كأنه النشاب يدور حول جواده كالدولاب وحمل أيضا اصفران الدربندي والأمير عقيل وباقي الثمائمائة فارس اخصاء الأمير. واشتبك القتال بين القومين وصاح على رؤ وسهماغراب البين وقصرت الأعمار وحل على الخيبريين الدمار . وأيقنوا بالهلاك والبوار وهم يقاتلرن مدافعة عن الأرواح قاطعين الرجاء من الفوز والنجاح وقد ظنوا أنهم يلجأون إلى المدينة للخلاص من قتال العرب غير أنه قد حاب ظنهم حيث أن العجم من سكان المدينة كانوا بانتظار النباية حتى رأوا عن بعد وتأكدوا أن نخارتين قد قتل فتجمعوا وحملوا السلاح ووقفوا عند الأبواب لمنع الخيبريين من الدخول وعندما رأوهم وقد أقبلوا صاحوا بهم ووضعوا فيهم السيف وقلوبهم محروقة من أعماهم فوقعوا بين عدوين كل منهم يطلب هلاكهم وفتاءهم فلم يروا أوفق من اهرب والفرار والبعد عن تلك الديار .
طمعا بالنجاة وأملا في الحياة فشردوا بمينا وشمالا وانتشروا متفرقين ما بين عشرة وعشررين والأمير حمزة يضرب فيهم وقد أشفى غليله وأهلك قسأ كبيرا ومثله كانت تفعل رجاله حتى ما جاء اخخر النهار إلا وهم بعيدون عن تلك الديار وقد امتلذت الأرض من قتلاهم وسبغت بأدميتهم تلك الساحة حتى لم يعد يرى وجه الأرض وبعد ذلك اجتمع الأمير حمزة بالنعمان فقبله ما بين الأعيان وشكره على فعله وقال له بالحقيقة أنك فارس الزمان الأوحد وبطله الأمجد وليس لك ثان وما شاهدته اليوم من قتالك وحربك ونزالك لم أره قط من غيرك ولا بد أن يحلك كسرى محل الاسياد العظام ويجعل لك عنده أرفع منزلة وأعلى مقام فقال إني لا أطلب المنزلة لنفسي ولا أريد من كسرى إلا أن يعترف بفضل العرب وبسالتهم لأني لا أحتاج إلى التفاتة ما زلت قادرا على أن أنشىء الشرف لنفسي وأقيم لي في صدر هذا الزمان مركزا حسنا فإذا ل يعترف كسرى بفضل العرب ألزمته إلى ذلك بقوة سيفي الأحدب وشدة بأسي وما أعطاني الله من قوة الحنان .
ثم إنه بعد ذلك جاء الأمير حمزة إلى نحو أبواب المدينة فتلقاه أهلها بالترحاب والإكرام وقدموا له مزيد الاعتبار والاحترام وأدخلوه المدينة بالفرح والسرور ونظر الأمير إلى أخيه عمر فوجده يحمل رأس خارتين وكان عند نهاية القتال أسرع إلى وسط الميدان وقطعه وجاء به فقال له لم هذا وما هذا السبب الذي دعاك لحمله قال لا خفاك يا أخي ه
صفحه نامشخص