وأقام بانتظار الأمير حمزة ورجوع الوزير إلى أن بلغه إتيانها فخرج وترحب بها وسلم على الأمير حمزة مزيد السلام ودخل به وبجماعته المدينة وعمل لهم الولائم الفاخرة وأضافهم كعادة العرب مدة ثلاثة أيام ثم طلب منهم الوزير بز رجحمهر أن يسيروا معه إلى طهران ليجتمعوا بالملك كنرى ويسيروا معا إلى مقاتلة خارتين .
فقال حمزة وأي فضل للعرب إذا قاتلت مع العجم أليس أنهم باقون على العظمة والكبر فإذا فزنا نسبوا هذا الفوز لهم وضيعوا حقوقنا وإني أريد أن أذهب بنفسي مع جماعتي الأخصاء الذين جئت بهم من مكة فقط وإني بمعونته تعالى أقدر أن أقتل خارتين وأبيد قومه . فقال بز رجمهر لا تسلك سبل الغلط يا ولدي لأن خارتين فارس صنديد ولا سيهم|ا معه من أبطال خيبر أربعمائة ألف نفس وبهم تغلب على جيوش العجم وعددهم تسعمائة ألف نفس ولذلك أرى من الصواب أن تسير إلى كسرى وتقاتلوا معا ولا تضيعوا الفرصة . فقال أقسم بالرب العظيم رب زمزم والحطيم أني لا أقاتل قط مع العجم ولا أحب أن أضيع تعب العرب بكبرهم وعظمتهم فتبسم الوزير من كلامه .وقال له لقد أصبت يا ولدي فإنك تقدر على ما تقول فقط أريد منك أن تصحب معك الملك النعمان برجالة وما تجمع عنده من العساكر وما في ذلك من عار قط لأنك تكون أنت القائد وأمير عليهم ويكونون تحت امرتك وافعل ذلك إكراما لخاطري قال هذا أفعله ولا أمتنع عنه لا لكوني محتاج إليه وقت الحرب والقتال لكن ليقال إن العرب أهل غزوات وحروب ويكون لهم على العجم التقدم ويكسبون من الفخر ما أكسبه وأقاسمهم السعادة وأرفع لهم ناموسهم وشرفهم وأمنع عبدة النار الاختلاط بعبدة الله ورجاله .
فلما سمع الوزير هذا الكلام فرح به وقال في نفسه الحق بيده ومن كان مثله لا خوف عليه لأنه يعبد الله ويكرمه ويطيعه ومن يحب الله لا يتركه ولا يتخل عنه وبعد ذلك أخذ الملك النعمان يأمر الجيوش التي تجمعت بالركوب كل قبيلة بقبيلتها وكل طائفة بطائفتها وكان عددها كلها نحو خمسين ألف فارس من كل مدرع ولابس وليث عابس ولا انتهى الجميع وركب كل واحد جواده ركب الأمير حمزة كأنه طود من الأطواد أو أسد من الآساد ومن خلفه إخوانه بالسن وإلى جانبه الملك النعمان بن المنذر وإلى الجانب الآخر أضفران الدربندي وما مضى إلا ساعات قليلة حتى تحركت ركابهم في تلك الأرض وإذ ذاك تقدم الوزير من الأمير حمرة فودعه ودعا له بالتوفيق والنجاح وودع النعمان وسائر الأمراء وسار من هناك في طريق طهران وسار حمزة في طريق المدائن يسير مسير البرق وهو يتوق كل التوق إلى مشاهدة خارتين هذا والاجتماع به في ساحة القتال ونفسه تطلب أن .مخوض معامع الوغى ويحضر الوقائع العظام وأكر سروره بارتفاع اسمه وعلو منزلته وقيادته للعرب تحت امرته والمسير مهم إلى قتال الخيبريين وسوقهم إلى أي مكان أراد وهم
5/6
صفحه نامشخص