على طاعته وإكرامه ولما تمادى به المسير وتذكر ما سيكون له عند كسرى من المقام والاعتبار وعلو المنزلة ورفعة الشأن وكيف أنه مع صغر سنه قد فاق سواه وأعطاه الله ما لم يعطه لغيره من أبناء زمانه ؤذلك أنه سبق فوعد به الملك كسرى أنه يخلص له بلاده إلى غير ذلك ولهذا أنشد وقال : سوف تلقى مني العداة وبالا وترى في حربي أمورا ثقالا فأخوض الوغى بسيف صقيل وبرمح ينقصر الآجالا فأنا المقدام الذي قيل عنى يوم طعن القنا أصون العيالا وأنا حمزة القتال ولي عز 1 شديد به أدك الجبالا وأبيد الطغاة بالسيفف قسرا وأسر العفاة أنسا ومالا قام لي فوق كوكب السعد بيت شيدته يد الإله تبعالى شيدته فعز فوق دعامم وتسامى بالمجد أصلا وحالا وزهى رونقا يفوق سواه وتباهى سعادة وجمالا ودنت تسجد الأسود لديه فال قد عودتها الإذلالا ولا انتهى الأمير حمزة من أبياته تعجب الملك النعمان من فصاحة لسانه ومن ميله إلى الفخار واجتهاده إلى ركوب الأخطار وزاد إليه ميلا وحبا وعرف أن نجمه سيعلو في أفق المجد إلى أن يدرك أعلى شأو وأن سيكون له في زمانه شأن وأي شأن وبقي سائرا إلى جانبه على ا حالة المتقدم ذكرها مدة الطريق إلى أن قربوا من المدائن وتبينوا عاصمة الفرس وهي عامرة مشيدة البنيان تظهر للرائي عن بعد كأنها قطعة واحدة كثيرة الألوان لعظم قصورها ولقربها من بعضها ولكثرة زخحرفتها وإذ ذاك أمر الملك النعمان بالنزول في تلك الأرض وقال للأمير حمزة لا يجب أن تتقدم أكثر ما تقدمنا بحيث تخرج إلينا عساكر خارتين فتقيم في الفسحة التي أمامنا فأجابه إلى سؤاله وأقامت العرب في تلك الأرض وقد ضربت خحيامها وسرحت خخيولها وانتشرت منتظرة ما يكون من أمرها مع الخيبريين وبعد أن استقر بهم الجلوس سأل الملك النعمان الأمير حمزة أن يكتب كتابا إلى خارتين يتهدده فكتب إليه . ظ « اعلم أبها الخيبري الطاغي المتكبر الذي ظن بنفسه فوق ما هو أني قبل أن خلقت سبق ذكري إلى الملك كسرى وإني سأقتل له عدوا عظيا يتسلط على بلاده وهو أن الملك كسرى رأى من مدة عشرين سنة حلا أنه كان في إيوانه وأمامه مائدة عليها وزة قدمت ليأكلها وهو جائع جدا وقبل أن يمد لا يدا جاءه كلب شنيع الخلقة هائل المنظر طويل الشعر اختطف الوزة من أمامه وهو لا يقدر أن يمنعه وقبل أن يخرج ذاك الكلب من 4
صفحه نامشخص