وأسعى في تربيتك على حساب الملك كسرى لتكون من رجاله وتخلص له بلاده ومن ثم يكون للك بعد ذلك الحظ الأوفر والسعد الأعظم وينتشر صيتك في الآفاق وتطيعك العواصم والمدائن فهذا لا بد منه . ففرح الأمير بكل ما سمعه من نوال الحظ الأوفر والسعد الأعظم .
وبعد ذلك قام الوزير إلى البيت فطاف حوله ثلاث مرات ثم سجد لللات والعزى وأدى الفروض الواجبة على العرب التي كانت في ذاك العصر ثم رجع إلى بيت الأمير إبراهيم فأقام عنده في ضيافته مدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع سأله أن يتأهب للسفر فأجابه وأمر أصفران الدربندي أن يستعد وجماعته وأمر أيضا الأمير عقيل أن يستعد مع الثمائمائة فارس أخصائه ورجاله وهو فرحان بنفسه كل الفرح يكاد يطير شعاعا أولا لحبه أن يخوض مثل هذه المعمعة ورغبته في الحرب: والقتال وثانيا ليرى الفرس شجاعة العرب ويدعوهم ,إلى الاعتراف بأهم أشد منهم بأسا وأعلى مقاما ولا سيا ليرى كسرى أفعاله وشدة قتاله 'وهو يقول في نفسه لولم يكن كسرى يحبني حبا عظيا للا أرسل خلفي من يدعوني إليه وهو أكبر رجل في مملكته أي وزيره بزرجمهر ويستنجدني لثل هذه المهمة وبقي على مثل ذلك إلى اليوم التاللي وفيه بض الأمير إلى أبيه فقبل يده وطلب رضاه ودعاه وسأله مداومة الأدعية له ودخل البيت فسأل الله المساعدة والتوفيق في بلاد العجم وما يكون له فيها وركب جواده وصاح بأخيه عمر أن يركب بين يديه فأجابه وقد حمل كنانته وقسيه وتقمط بوسطه بقماط من الجلد ملأه من الخناجر معلقة به وشد على رجليه طماق من اتلد الأحمر إلى حد ساقيه ووضع على رأسه طاسة صغيرة من الفولاذ مدورة ربطها بسلسلة رقيقة من النحاس إلى تحت ذقنه وانطلق بأسرع من لمح البصر وغاب عن العيان ثم ظهر كما يظهر البرق في اللمعان ثم اختفى بأسرع من طرفة عين حتى تعجب الوزير منه ومن عمله وكاد لا يصدق أنه من الإنس وقد تذكر عمل أبيه وكيف أنه ضرب أمه لتلد في ذاك اليوم الذي ولدت به أم حمزة وغيرها من العربان طمعا بالمال وما كان ذلك إلا لسعادة الآمير حمزة . ثم بعد ذلك تقدم الوزير فودع الأمير إبراهيم وكان قد خرج لوداعهم فأوصاه بولده وأن يكون له ركنا فأجابه ووعده بكل خير ثم تقدم حمزة فقبل يدي أبيه فقبله وبكى على فراقه وأوصاه أيضا بالالتفات إلى نفسه وإلى الشرف العربي ومراعاته وقيام ناموس الطوائف العربية . فأجاب الأمير حمزة قول أبيه بالرضا والقبول والطاعة وبكى عند وداعه وسار كل واءحد منهم 5 سبيله فرجع الأب بقومه إلى مكة وسار الأمير مع بزرجمهر وحوله جماعته ورفاقه وأخوه عمر يعلو الآكام والجبال ويبحث الطرق والمغائر ويعود إلى بين يدي أخيه بأسرغ من لحظة عين وداوموا المسير مدة أيام حتى وصلوا إلى الخبرة وعوف الملك النعمان بقدومهم فمخرج إلى ملتقاهم وكان قد جمع العساكر والرجال
ع4
صفحه نامشخص