وجرى ذكر القدرية فقال مجبر : القدرية خصماء الرحمن وأنتم أولئك يا معشر المعتزلة . فقال :ننظر في المذهبين أيهما أليق بان يكون خصما له , فمذهبنا أن نجعل الحجة كلها على عبادة وانتم جعلتم الحجة كلها للعباد عليه ، وانتم خصمه ونحن نذب عنه .
ثم قال :حسبك بالقطع إذا دعينا ودعيتم يوم القيامة فقيل لكم :بم تشهدون ؟قلتم :يا رب نشهد إن القوم لم يؤتوا في كفرهم وفسادهم إلا من جهتك ،أنت خلقت فيهم الكفر فا أفسدتهم ،وحملت اليهود على اليهودية والنصارى على النصرانية ،ولو كان الأمر إليهم لكانوا صالحين لكن أنت صددتهم وبقضائك عليهم الكفر منعتهم وأنت نهيتهم عنها وأوقعتهم فيها ،فجميع ذنوبهم منك وجميع معاصيهم من قبلك ثم سخطت عليهم بغير حق وتعاقبهم بغير جرم ،ثم قلتم للقوم :أما نحن فقد بحنا ببراءتكم وقمنا بعذركم واحتججنا لكم .
صفحه ۴۵