من لم يكن لله متهما ... ... ... ... لم يمس محتاجا إلى أحد
وأراد مجبر الخروج إلى مكة فودع أهله وبكى , فقيل له : استحفظهم الله ! قال : ما أخاف عليهم غيره ! فقال معتزلي : كذبت ! أتخاف منه وهو أرحم الراحمين ؟
وبعث محمد بن سليمان إلى رجل معتزلي ودعا بالسيف والنطع , فدخل وهو يضحك , فقال : أتضحك في هذه الحالة ؟ فقال : يا محمد بن سليمان ! أرأيت لو قام رجل في السوق فقال : إن محمد بن سليمان يقضي بالجور وبجمع بين الزانيين ويريد الفواحش , فاعترضه رجل فقال : كذبت بل يقضي بالحق ولا يريد الجور ولا يفعل الفواحش , فأيهما أحب إليك ؟ قال : من دفع عني وأحسن الثناء علي . قال: فإذا لا أبالي بالقتل بعدما أحسنت الثناء على رب العالمين . فانقطع ومن حوله من المجبرة , وقال محمد : اذهب فلا تذكر إلا بخير .
وجاء رجل إلى منزل عبد الله بن داود , وكان غائبا , فلما رجع قال : كنت أصلح بين قوم . فقيل : أصلحت ؟ قال : أصلحت إن لم يفسد الله ! فقال واحد : كذبت ! إن الله لا يفسد بل هو المصلح . أتحسن الثناء على نفسك وتسيء الثناء على ربك . فانقطع .
قال داود الأصفهاني للموفق : قد أهلك الناس أبو مجالد . قال : قطعك أبو مجالد , الله تعالى أهلك الناس أو أبو مجالد ؟
ومر معاذ بن معاذ بلص يقطع , فالتفت إليه وقال : إنه لمظلوم , يخلق فيه السرقة ثم يؤمر بقطعه . قال عدلي : أما رضيت يا جاهل بأن أضفت السرقة إليه تعالى حتى نفيتها عن اللص , فأضفت إليه الأمر بالقطع على شيء فعله هو , ولو وصف بهذا قاض لكان سوء ثناء فكيف برب العالمين .
صفحه ۲۸