ولم يرض لي معروفه دون جاهه ... فسيّر كتبًا كالكتائب في أمري
كأن يدي في جانبي عدنِ بها ... تهزّ على الأيام ألوية النصرِ
وما فارقتني نعمةٌ صالحيّة ... كأني من مصرٍ رحلتُ إلى مصرِ
فلما وصلت إليه هذه القصيدة قال قد فرّطنا فيه حين تركناه يخرج من عندنا وقد كان الواجب للخدمة والصحبة وأعود إلى تأريخ انفصالي عنه سنة خمسين ثم سافرت من مصر في شوّال سنة خمسين وأدركت الحجّ والزيارة في بقيّة سنة خمسين وورد أمر الخليفة ببغداد وهو المقتفي إلى أمير الحرمين قاسم بن هاشم يأمره أن يركب على باب الكعبة المكرّمة الشريفة باب ساج جديد قد ألبس جميع خشبه فضّةً وطلي بذهب وأن يأخذ أمير الحرمين حلية الباب القديم لنفسه وأن يسير إليه خشب الباب القديم مجردًّا ليجعله تابوتًا يدفن فيه عند موته فلمّا قدمت من الزيارة سألني أمير الحرمين أن أبيع له الفضّة التي أخذها من على الباب في اليمن ومبلغ وزنها خمسة عشر ألف درهم فتوجهت إلى زبيد وعدن من مكّة حرسها الله تعالى في صفر سنة إحدى وخمسين وحججتُ في الموسم منها فدفعت لأمير الحرمين ماله وهممت بالرجوع إلى اليمن فالزمني
1 / 41