ثم أمر الرعاء فسرّحوا على عاداتهم وركب وحده فرسًا له نجديًّا من كرام الخيل سبقًا وأدبًا وجنّب حجرًا له تسمى الحرية لا تخجل الريح إذا سبقتها، ولا البروق إن لحقتها فما هو إلا أن وردت الأنعام ذلك الوادي حتى خرج عليه العبيد المتغلبون فاستاقوها وقتلوا من الراء تسعة رجال وركب الرجل فأدرك العبيد وهم سبع مائة راجل أبطالٌ فقال لهم ردّوا المال وإلا فإنا علي بن زيدان فتسرّعوا إليه فكان لا يضيع سهمًا إلا بقتيل منهم حتى إذا ضايقوه اندفع عنهم غير بعيد فإذا ولّوا كرذ عليهم فنال منهم ما يريد ولم يزل دأبه دأبهم حتّى قتل منهم خمسة وتسعين رجلًا فطلب الباقون أمانة ففعل وأمرهم أن يدير بعضهم كتاف بعض ففعلوا وأخذ جميع أسلحة الأحياء والقتلاء فحملها بعمائمهم على ظهور الإبل وعاد والعبيد بين يديه أساري وقد كان بعض الرعاء هرب في أول النهار فنعاه إلى الناس وأنّه قتل فخرج الناس أرسالًا حتى لقوه عند صلاة العصر.
1 / 17