فصاحتها وحسن جوابها الذي ردّ الفضيلة رذيلة، والغنيمة هزيمة وهذه المادة من حسن العبارة وفضيلة البلاغة شيء خصّ الله به أمة العرب دون سائر الأمم وكان الناس في أشهر القيظ يسرحون أموالهم قبل الفجر إلى واد معشب مخصب مسبع بعيد من البلد يقال له وفيه من عبيد الحكميين طوائف متغلبة نحو من ثلاثة ألف راجل قد حموا ذلك الوادي وما جاوره بالسيف ومن ظفروا به من مواليهم نهبوه وقتلوه وهم معتصمون في شعفات الجبال وصياصيها لا يقدرون عليهم وكان العدد الذي يحرس المال ويسرّح معه في كل يوم خمس مائة قوس ومائة فارس تحرسه من العبيد المتغلبة فشكا الناس إلى علي بن زيدان أنّ فيهم من قد طالت شعره وانقطع حذاؤه ووتره وسألوه أن ينظر لهم في من ينوب عنهم يومًا واحدًا ليصلحوا أحوالهم فنادى مناديه بالليل من أراد أن يقعد فليقعد فقد كفى
1 / 16