وحين عاد إلى الثاية أمر بدفن القتلى وتعلّق النساء به فارتحل بهنّ وبالمواشي حتّى قدم بهن إلى بلده فزوّجهن لقومه وكانت فيهن خمسة عشر امرأة من العقائل المعدومات ومنهن المياسة ابنة ثابت بن عرفجة وهو رئيس قومها وأدركتها ولا يحسن الوصف أن يأتي على محاسنها وتزوجها رجل من قومها دميم الخلقة وكان الناس يعجبون من جمالها ودمامته وحسنها وقبحه فاذكر ليلة أنّهما تخاصما إلى والدي فقال زوجها إني فد عجزت عن الاحتمال والصبر على ما اسمعه من كثرة الإعجاب وقولها لست من رجالي ولا أنا من نسائك فإن أجرتني منها أجبتها قال له الشيخ لست لأجير عليها إلا بأمرها قالت أجره ليقل ما أراد قال زوجها فإني خير منك لأني أبول فيك قال الشيخ فلا والله ما انقطعت ولا خجلت بل قالت له على الفور من غير رويّة إنك لم تأت بشيء ولا أفلحت وإنما افتخرت بأستين يلتقيان وأستك أوّل منهزم منهما فضحك الناس من
1 / 15