عملية جراحية وسجن سنتين وغرامة ألف جنيه لقراءة جديدة: قالت جريدة «الطان» إن النائب البلجيكي مسيو فان ده فيان أضاف عنده بعض الضباط الألمان، وبعد تناول الطعام قال النائب لضابط منهم: إنني قرأت أنكم خسرتم وقعة كذا في الميدان الغربي فدهش الضابط، وقال له: من أين عرفت ذلك وفي أي شيء قرأته، فقال: إنني قرأت ذلك في جريدة التيمس التي وصلتني أخيرا. فقال الألماني: وهل تأتيك التيمس؟ ومن أي طريق؟ فقال النائب: إنني لا أقدر أن أقول لك كيف تأتيني، وإذا شئت أن تعرف صدق قولي فها هو العدد الأخير. وقدمه للضابط الذي أبلغ عنه البوليس وقبض عليه بعد أن فتشوا منزله، وحوكم فحكم عليه غيابيا بالسجن سنتين وغرامة ألف جنيه، فطعن في الحكم لأنه كان مريضا، فأرسلوه إلى المستشفى وعملوا له عملية جراحية وبعد أيام أرسلوه إلى قلعة يسجن بها هذه المدة وأخذوا من أسرته ألف جنيه؛ كل ذلك لأنه قرأ جريدة إنكليزية «وهذا جزاء من يضيف الأعداء عنده.» •••
مصائب بولندا: كتب ذو حنان في التيمس مقالا يطلب فيه الرحمة لأولئك البائسين أهالي بولندا نقتطف منه ما يلي: «فتكت الحرب الحالية فتكا ذريعا بالميدان الشرقي وخصوصا بالبولنديين؛ فهي لم تذر للمدينة قائمة إلا هدمتها فخربت المساكن والحقول والحدائق والغابات وأودت بحياة الإنسان والحيوان معا فأصبح ما يبلغ مساحته من الأراضي مساحة إنكلترا واسكتلندا لا نبت به ولا حيوان وتخرب 200 مدينة و400 كنيسة و7500 قرية، وتقدر الخسائر بمبلغ 500000000 جنيه إنكليزي، وبقي 17000000 من الأهالي يلاقون البؤس من جراء الغارات المروعة، وهنا ما يربو على 10 ملايين من الأهالي ليس لهم صناعة وكان اعتمادهم على ما يزرعون فأصبحوا الآن بلا مأوى وفي جد الحاجة إلى القوت الضروري، ولا يمكن أحدا أن يتصور ما حل بتلك البلاد من المصائب التي لا يمكن أي قلم أن يصف ما هي عليه من محن وشقاء وتعاسة.» •••
الكلاب في الحروب: في فرنسا خمسة أجناس من الكلاب ترسل إلى ميادين القتال لتقوم بالمهام التي دربت عليها؛ فمنها كلاب تأخذ الرسائل من صفوف الجيوش التي في الأمام إلى المعسكرات المتأخرة، وهذه تدرب في بدء الأمر وهي صغيرة على أن تطيع طاعة عمياء وألا تخاف من دوي الرصاص وقصف المدافع ولكنها إذا رأت قنبلة سقطت في مكان هجمت عليها مفتشة عن الذين سقطوا على الأرض جرحى، فإذا أبصر كلب منها جريحا عاد إلى المعسكر ناهبا الأرض نهبا وأشار إلى ذلك إشارات معروفة للجنود فيسرع طبيب وبعض «النوبتجية» الذين يكونون في نوبتهم والكلب يعدو أمامهم إلى حيث الجريح.
واتفق أن كلبا حمل رسالة من خط قتال أمامي إلى ساقة الجيش فأصيب في أثناء سيره برصاصة كسرت فخذه اليمنى ولكن هذا الرسول الأمين لم يحجم عن أداء الواجب فعرج على ثلاث أرجل وسلم الرسالة وأبى ألا أن يعود من حيث أتى فرجع إلى الذين أرسلوه، وقد بعثوه إلى باريس حيث ضمد جرحه، ولما شفي عاد إلى شمال فرنسا ثانية للقيام بالواجب عليه.
وقد سفرت الحكومة في باريس ألفين وسبع مائة كلب على سكة الحديد إلى شمال فرنسا في شهر يناير الحالي لمحاربة الجرذان الكثيرة التي أقلقت الجنود في خنادقها، وقد ربت هذه الكلاب على حفر أوكار الجرذان أو صيدها وهي هاربة وقتلها. •••
إمبراطور النمسا والحرب الثالثة: كان إمبراطور النمسا يحادث الجنرال كنراد دي هنسندرف عن الحرب يوم أرسلت حكومته الإنذار النهائي إلى حكومة سربيا، فقال له: ألم تر قط حربا في حياتك؟ فقال: لا يا مولاي. فسكت الإمبراطور هنيهة، ثم قال متنفسا الصعداء: أما أنا فقد شهدت حربين، ثم تنفس الإمبراطور الصعداء خوفا من أن تكون هذه الحرب الثالثة التي يشاهدها الآن هي القاضية على إمبراطوريته؛ وعليه فكان. •••
إلى الحرب، إلى الواجب: كان للجنرال كستلنو الفرنسوي خمسة أنجال يدافعون عن الوطن في الجيش شمال فرنسا فقتل اثنان منهم في أول الحرب وأصيب الثالث بعاهة في الحرب، وقد ذكرت صحيفة إنكليزية أنه بينما كان يستعد لخوض معركة أبلغ أن ابنا له قتل فوقف دقيقة صامتا كأن على رأسه الطير، ثم زأر كالأسد الرئبال وصرخ في جنوده قائلا: «إلى الحرب إلى الواجب.» •••
بعد نشوب الحرب أمر ملك الإنكليز بأن يكون طعامه حاويا لكل ما قل ودل كما يقول بلغاء البيان؛ أي إن تكون ألوانه قليلة مغذية وأن تبقى كذلك إلى نهاية الحرب، على أن الملك ليس متأنقا في طعامه عادة إجابة لداعي الميل الفطري وداعي الضرورة؛ لأنه يصاب أحيانا بسوء الهضم وهذا يمنعه من إجادة المطابخ والإكثار من الألوان، وهو يفضل السمك المسلوق واللحم الخالي من الأفاويه والبهارات على سائر الأطعمة.
أما قيصر روسيا فكان في مطبخه نحو ألف أجير، وكان ذا شهية حسنة ولكن غير متأنق في طعامه يأكل من كل ما يقدم له بشرط أن يكون جيد الطبخ.
وأما إمبراطور ألمانيا فله شهية كبيرة أيضا حتى إنه يأكل عادة شيئا من اللحم البادر قبيل النوم، وهو يقتصر في المآدب الكبيرة على ما يأكله الجندي في الجيش الألماني فإذا خلا إلى نفسه زاد على ذلك، وفي بلاطه مطبخ كبير برئاسة أربعة طهاة؛ الواحد ألماني والثاني إنكليزي والثالث فرنسوي والرابع إيطالي، وكل منهم مسئول عن الألوان المشهورة بين قومه. •••
صفحه نامشخص