أصيب جندي في هذه الحرب بفقد ذاكرته وبصره وشمه وذوقه وقتيا، ثم أعيدت إليه بالتنويم المغنطيسي، وكان سبب فقده إياها انفجار قنبلة بالقرب منه فلم تصبه شظية من شظاياها ولكن ناله ما ناله بفعل تصادم دقائق الهواء، فجيء به وأجلس على كرسي، ثم نوم تنويما خفيفا بالطريقة المعتادة وقيل له أن أزل كل شاغل من رأسك واحصر أفكارك في مسألة شفائك، ثم قال له المنوم بهدوء: إن عينيك شفيتا، وقد عدت مبصرا كما كنت، وفعل مثل ذلك بذاكرته وشمه وذوقه فعادت إليه.
وفي بعض الحالات تكفي جلسة واحدة لإزالة العاهات الوقتية وفي بعضها يضطر المنوم إلى جلستين أو ثلاث، فإذا لم يشف المصاب تماما حسن حاله كثيرا. •••
أكبر منارة (فنار) في الدنيا هي منارة خليج هليجولند، وهليجولند هذه جزيرة في البحر الشمالي على مقربة من الساحل الألماني تنازلت إنكلترا عنها لألمانيا سنة 1890 مقابل تعويض أخذته إنكلترا في شرق أفريقيا.
أما مصباح هذه المنارة فكهربائي قوة نوره تعادل قوة 40 مليون شمعة. •••
لم تدر الأيام على مدينة من مدن أوروبا دورتها على مدينة وارسو أو فرسوفيا عاصمة بولندا الروسية، فقد بنيت سنة 850 للمسيح وكانت عاصمة دوقية مازوفيا وبقيت كذلك إلى القرن الخامس عشر فضمت إذ ذاك إلى بولندا، وفي القرن السابع عشر اختلفت أسوج وروسيا والنمسا وبراندنبرج عليها، ثم ضمتها روسيا إلى أملاكها في أواسط القرن الثامن عشر، وفي أواخره أعطيت لبروسيا ولكن نابليون احتلها سنة 1806، ثم نودي باستقلالها في معاهدة تلست، واحتلها النمسويون سنة 1809، ثم فقدوها وأعطيت استقلالا قصير العمر إذ عادت روسيا فضمتها إلى أملاكها، وهي في هذه الحرب «أشهر من قفا نبك». •••
لما حرم القيصر على شعبه شرب المسكر قامت إنكلترا وفرنسا تحذوان حذوه فحرم ملك الإنكليز على بطانته كل مشروب روحي، وكذلك فعل بعض كبراء الإنكليز، وسعى مجلس النواب في سن قانون بهذا الشأن، ثم أجل مسعاه إلى وقت أكثر ملاءمة من الوقت الحاضر، أما فرنسا فحرمت «الأبسنت» وهي شارعة في تحريم غيره بقوانين تسنها.
حركة مباركة ولكن الناس يريدون أن يقام لهم مقام الخمر المحرمة أشربة محللة يتلهون بها ويتعزون عن بنت الدوالي، فأهل روسيا يفكرون في اتخاذ شراب اسمه «شتنيا» شرابا وطنيا يشربونه على ذكر الحبيب بدل مدامة الشعراء ويكون نخبهم في حفلاتهم الكبرى العمومية، وهو يستعمل عندهم شتاء، والآن يريدون استعماله على مدار السنة، وقوامه العسل والفلفل والماء الحار واللبن، فهو أقرب إلى الطعام منه إلى الشراب، والذين ذاقوه يقولون أنه أطيب طعما من شراب مشهور عند الإسكيمو سكان الأصقاع الباردة ومركب من ماء سخين وشجر سائل ودم الغزال المعروف عندهم.
وكان الإنكليز القدماء مولعين بشرب مركب من العرقي وماء اليانسون وماء الورد وماء الخشخاش مضافا إلى هذه المياه الزبيب والثمر والقرفة وعرق السوس وأشياء أخرى، فهو بذلك مزيج غريب غير متلائم الأجزاء كأن تأخذ كأسا من العرقي وتضيف إليها كأسا من شراب الورد فالخشخاش فعرق السوس، ثم تشرب الكل معا، لا نظن مزيجا مثل هذا يسوغ شربه فلذلك نعذر الإنكليز معاصرينا إذا نعتوه «بأفظع المشروبات». •••
سئل رجل إنكليزي هل تهتم قرينتك بالحرب؟ قال: نعم، ولا حديث لها إلا بها، فقيل له ألا تتمنى شيئا؟ قال: نعم، تتمنى ذهابي إلى ساحتها لخدمة وطني ظاهرا وقلبي يحدثني أنها تتمناه للخلاص مني باطنا. •••
أقيمت في إحدى مدائن إنكلترا وليمة كان من المدعوين إليها سيدتان شقيقتان إحداهما أرملة والثانية متزوجة وقرينها في الهند، فلما أدخل المدعوون إلى غرفة الطعام زوجين زوجين كما هي العادة سئل أحد المحامين أن يدخل برفقة السيدة الأرملة ففعل وكان يظنها أختها المتزوجة، فجلسوا للطعام وبدأت الأرملة الحديث بقولها: ما أشد حر هذا النهار! قال المحامي: نعم إنه شديد الحر ولكن شتان بين حره وحر المكان الذي يقيم بعلك فيه! •••
صفحه نامشخص