ورؤية ذي شجنٍ وامقٍ ... إذا ما الركائب جاوزن ميلا
لأن الركائب إذا جاوزن ميلًا لم ير الذي جاوزن به ما هو منه على هذه المسافة.
ومما نقل بالهمز من "رأيت" التي بمنزلة "آنست" قولاه تعالى ﴿أرنا الله جهرةً﴾ ﴿أرنا اللذين أضلانا﴾، كان قبل النقل: رأيت اللذين أضلانا، فإذا نقلت بالهمزة صار الفاعل قبل النقل مفعولًا بعد النقل. وهكذا الأفعال المتعدية إلى مفعول، إذا نقلت بالهمزة تعدت إلى مفعولين. فأما قوله ﴿اللذين﴾ فيمكن أن يكون المراد بلفظ التثنية الكثرة، ولا يراد بها اثنان، ولكن كما جاز ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به﴾، إنما يراد به العموم.
فإن قلت: فهل جاء لفظ التثنية يراد به الكثرة والجنس؟
قيل: قد جاء قولهم: نعم الرجلان، ونعم المرأتان، ونعم وبئر لا يعملان إلا في الأسماء الشائعة. وقد قالوا: "هما خير اثنين في الناس". وقال الفرزدق:
وكل رفيقي كل رحلٍ، وإن هما ... تعاطى القنا قَوْماهما، أخوان
1 / 68