فإن هذا لا يستقيم ويكون بمنزلة الرؤية؛ لأن ذلك مما يهيج من شوق المحب؛ ألا ترى قوله:
يا عيدُ مالك من شوقٍ وإبراق .....................
فقول ذي الرمة:
وإني متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت، من بين الجوانب ناظر
مثل قوله:
على أنني في كل سير أسيره ... وفي نظري من نحو أرضك أصور
إنما هو التلفت إلى الجهة التي هي فيها. وأخذ بعض المحدثين هذا، فقال:
ما سيرت ميلًا، ولا جاوزت مرحلةً ... إلا وذكرك يلوي دانيًا عنقي
ويدل على ذلك قوله، أنشد عن المفضل:
وحملت منها على نأيها ... خيالًا يوافي، ونيلًا قليلا
ونظرة ذي شجنٍ وامقٍ إذا ما الركائب جاوزن ميلا
فالنظرة ههنا لا تكون الرؤية، إنما هو على التلَفُّت؛ الا ترى أنه لا يستقيم.
1 / 67