وقد روي عن علي ﵁ كراهة اتخاذ النسل في دار الحرب.
و"رأيت" فعل على ثلاث أضرب: أحدها أن يراد بها إدراك الحاسة، فتتعدى إلى مفعول واحد. والآخر: أن يكون من الرأي والنظر، ويكون ذلك متعديًا إلى مفعول واحد أيضًا. والثالث: أن يكون متعديًا إلى مفعولين، ولا يجوز الاقتصار على أحدهما، كما أن "علمت" إذا لم تكن بمنزلة "عرفت" كذلك.
فأما "رأيت" إذا أريد بها إدراك حاسة البصر، فهو متعد إلى مفعول واحد، كما أن "ذقت" و"لمست" و"شممت" يتعدى إلى مفعول واحد. فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله﴾ وكقوله ﴿لترونَّ الجحيم. ثم لترونها عين اليقين﴾ فأما قوله تعالى ﴿ويوم القيامة ترى الذي كذبوا على الله ووجوههم مسودةٌ﴾ فإن جعلت "رأيت" المتعدية إلى مفعولين، كانت الجملة التي هي ﴿وجوههم مسودة﴾ في موضع نصب بكونها في موضع المفعول الثاني. وإن جعلت "رأيت" بمنزلة "أبصرت" كانت الجملة في موضع نصب بالحال. ولو أبدلت (وجوههم) من (الذين) فنصبت (مسودةً) كانت على القول الأول مفعولًا ثانيًا، وعلى القول الآخر حالًا، قال سيبويه: "وارفع في هذا النحو إذا كان الثاني هو الأول أعرف في
1 / 63