كلامهم". ومثل البدل في هذا: "خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها". والتي بمعنى "أبصرت" هنا حسنة؛ وذلك أنه قد روي في تفسير قوله ﴿يعرف المجرمون بسيماهم﴾ أنها سواد الوجود وزرقة الأعين، فسواد الوجوه من هذه الآية علم، وزرقة الأعين في قوله ﴿ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا﴾، وذلك مما يدرك بالبصر ويعرف به، فلذلك حسن حمله على متعدية إلى مفعول واحد. ولا يمنع أن يحمل على المتعدية إلى مفعولين؛ لأن كل محسوس معلوم بهذا الضرب من العلم، وإن لم يكن كل معلوم به محسوسًا.
فأما ما روي من قوله "ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"، فإن قال قائل: ما تنكر أن يكون ذلك من الرؤية التي هي إدراك الحاسة؛ لأنه تعدى إلى مفعول واحد، وتلك الأخرى تتعدى إلى مفعولين؟
فالقول: إن هذه أيضًا ليست التي هي إدراك البصر، وإنما جاز ألا يذكر
1 / 64