لمنزلة المحبس والمتكأ وما أشبه ذلك، فكرهوا أن يجعلوه ظرفًا، وقد زعموا أن بعض الناس ينصبه بمنزلة:
................... ... ................ درج السيول
وهم قليل، كأنهم لما قالوا: بمرأى ومسمعٍ، فصار غير الاسم الأول في المعنى واللفظ، شبهوه بقولهم: هو مني بمزجر الكلب. وحكى يونس أن قاومًا قالوا: هو مني مزجر الكلب، فجعلون بمنزلة مرأى ومسمع" انتهى كلام سيبويه.
وزعم بعض رواة اللغة أن "المروءة" مأخوذة من قولهم: هو حسن في مرآة العين. وهذا من فاحش الغلط، وذلك أن الميم في "مرآة" زائدة" و"مروءة: فعولة"، فلو كانت من المرآة لكانت "رُئيَّة"، ولكنها مأخوذة من أحد شيئين: إما أن تكون "فعولة" من المرء كالرجولة من الرجل. وإما أن تكون من مراءة الطعام؛ لأن الآخذ بها يهضم نفسه لها، يكفي عن كثير مما يرتكبه المطرح لها، قال أبو زيد: "مرؤ مروءة"، فدل حكاية أبي زيد هذا على أن الميم فاء. وقال الأصمعي: "إذا استبان حمل الشاة والناقة قيل: أرأت الشاة والناقة، فهي مرئية"، فهذا "أفعلت" من "رأيت"، والمعنى أنها صارت
1 / 59