على ثلاثة أضرب: (رِئيًا) و(ريًا) و(زيًا). فـ (رئيًا) على ما فسره أبو عبيدة، و(ريًا) على تخفيف الهمزة؛ لأنك تقول إذا خفت نحو "ذئب" و"مثرة": "ذيب" و"ميرة" فقلت الهمزة ياء، فكذلك لما خففتها في قوله (رئيًا) أبدلتها ياء، ثم اجتمع مثلان، فأدغمت، وكان الإدغام هنا حسنًا، ولم يكن مثله في (رؤيا) إذا خففت همزتها؛ لأن نية الهمزة في (رؤيا) مع مخالفة الحرف الحرف مثل الحركة في الحرف المقارب، تمنع الإدغام في مقاربة كما تمنع الحركة، وليس الأمر في (رؤيا) كذلك؛ لأنه لا يبلغ من قوة نية الهمزة أن تمنع الإدغام في المثلين، كما لا يبلغ من قوة الحركة أن تمنع الإدغام، فلهذا كان إدغام (رئيًا) إذا خففت الهمزة حسنًا، وإن لم يكن إدغام (رؤيا) في التخفيف بالحسن لما ذكرته.
فإن قال قائل: إن العين المدغمة في من قرأ (ريًا) واو قلبت للإدغام في الياء مثل "قي" و"سي"، وهي من "القواء"، كما أن "سيًا" من السواء، وتكون في "الري" من رويت.
فهذا المعنى ملائم غير بعيد؛ لأن "الري" الذي هو خلاف "العطش" في الأصل يدل على الغضارة والنضارة؛ ألا تراهم يصفون به إذا أرادوا
1 / 57