والآخر: أن تقدر في الهمزة القلب إلى الواو على حد "أخطيت" لا على التخفيف القياسي، وإن كان اللفظان واحدًا، كما كانت ورة "رمية"، و"خطية": في تخفيف "خطيئة"، واحدة، وإن كانت اللام من إحداهما همزة، ومن الأخرى حرف مد، فكذلك تكون "رؤيا"، لفظ من قدر فيها القلب على حد "أخطيت" كلفظ من قدر تخفيفها على القياس كـ "جونة" من "جؤنة"، ولما جعلوها بمنزلة حرف المد في الإدغام، جعلوها بمنزلة في أن كسروا فاء الفعل منه، فقالوا "ريّا" كما قالوا "لي" في جمع "قرن ألوى".
والوجه ترك الإدغام وتبيين الواو كما بينت في "ضوٍ"؛ ألا ترى أن من أدغم كما أدغم "ليُّ" ونحوه، لزمه أن يعل الواو من "ضوٍ" كما اعتلت في "ذات مال" ونحوه، و"جيل" و"مولة"، فكما لم يعل الواو في "ضوٍ" أحدٌ، كذلك ليزم ألا يدغم الواو في "رويا". على أن العين أقرب إلى التصحيح من اللام، كما أن الفاء أقرب إليه من العين.
ومن هذا اللفظ قوله تعالى ﴿هم أحسن أثاثًا ورئيًا﴾. قال أبو عبيدة في قوله (ورئيًا): "هو ما ظهر مما رأيت"، فهذا "فعلٌ" من "رأيت" على تفسير أبي عبيدة. وسألت أحمد موسى عن القراءة فيه، فذكر أنه قرئ
1 / 56