البدل لما ذكرنا، قال:
وأنآء حي تحت عينٍ مطيرةٍ ... عظام القباب ينزلون الروابيا
وقال آخر:
لا يسجن الرأي إلا ريث يبعثه ... ولا يشارك في أرآئه أحدًا
وفيما هو من لفظ "رأى" قولهم "رؤيا"، وفي التنزيل ﴿لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق﴾، فهذا البناء على وزن "فعلى". فأما الهمزة فإنها تحقق وتخفف. فمن خففها لزمه أن يقلبها واوًا فيقول "رويا"، ولا يقبلها ياء فيدغمها في الياء التي بعدها كما يفعل ذلك بـ"طي" و"شي" مصدر "طويت" و"شويت"، وقولهم "قرنٌ ألوى، وقرون لي"، ولكنه يدع الواو على سكونها مبينة غير مدغمة، كما يدعها على صحتها في قولهم "ضوٌ" إذا خفف الهمزة من "ضوءٍ"؛ لأن الهمزة في كلا الموضعين منوية، فصارت لذلك بمنزلة المظهرة. وحكى سيبويه فيها الإدغام "ريّا" و"ريّة". وفي إدغامها وجهان:
أحدهما: أن تنزل غير اللازم منزلة اللازم، فتدغم كما تدغم فيما لزم نحو "طي" و"شي" كما نزلت نحو "جعل لك" و"فعل لبيد" بمنزلة اللازم حين أدغمت، كما أدغمت "مل" و"حل".
1 / 55