ابن عباس: "المعنى: نعمه مقبوضة، وليس يعنون أنها موثقة". ويدل على صحة ما فسره قوله: ﴿بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء﴾. وقد روي أن اليهود أبخل قوم لقوله ﴿غلت أيديهم﴾. ولما استعمل البسط في اليد حيث يراد بها السعة في الإعطاء والإنفاق، وضعت بخلاف البسط حيث أريد بها البخل والمنع، فمن ثم قال:
(مناتين أبرامٌ، كأن أكفهم ... أكف ضبابٍ أشنقت في الحبائل)
فشبه أيديهم بأيدي الضباب لأنها توصف بالصغر والقصر، كقول الآخر، أنشده أبو الحسن:
(إنا وجدنا بني جلان كلهم ... كساعد الضب لا طولٍ ولا قصر)
فلم يقتصر الأول بتشبيهه إياها بأيدي الضباب حتى جعلها أيدي ضباب
1 / 31