(لهم حبقٌ، والسود بيني وبينهم ... يدي لكم والعاديات المحسبا)
وقد اسعملت "اليد" في الكلام على غير وجه، ما علمت أن شيئًا منه أريد به جملة الشخص وجميعه في عرف ولا أصل لغة، كما كانت "الرقبة" و"الرأس" و"الفرج" كذلك. فمن ذلك ما يراد به النصرة، كما روي من قوله ﵇: "المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم"، أي: هم أهل كلمة واحدة ونصرة على من شق عصاهم. وجاءت حيث يراد بهم اللزوم، كما روي "لصاحب الحق اليد واللسان". ومن ذلك ما يراد به النعمة نحو ما أنشده أبو زيد:
(فلن أذكر النعمان إلا بصالحٍ ... فإن له عندي يديًا وأنعما)
ومن ذلك قوله: ﴿وقالت اليهود يد الله مغلولةٌ غلت أيديهم﴾، وقال
1 / 30