فإذا صعد هذه العقبة، وجب عليه أن يترك نفقة لكل من تلزمه نفقته؛ لما ورد في الحديث "إن الرجل يسأل عن نفسه خاصة، وعن عياله كافة" (1)، ولقول النبي - عليه السلام -: "ابدأ بمن تعول" (2)، والله أعلم.
فإذا تخلص من هذه العقبة، فيجب عليه أن يتوب إلى الله - تعالى - من الذنوب التي بينه وبين ربه - تعالى - توبة نصوحا، ويضمر ألا يعود إليها أبدا، ومن اطلع عليه من الناس على كبيرة أظهر إليه التوبة منها، والإقلاع عنها؛ لئلا يساء(3) به الظن في غيبته(4).
فإذا صعد هذه العقبة، وجب عليه أن يصل رحمه كلهم، ويحاللهم، ويهب لهم ما تيسر عليه إن أمكنه ؛ لأن بذلك يرق[س/18] قلوبهم عليه، ويستوهب منهم الدعاء، ويمنيهم العود، ولا يظهر لهم الانقطاع في تلك الجهات، فإن ذلك أول العقوق.
فإذا صعد هذه العقبة، وجب عليه أن يستصحب زادا حلالا طيبا، ليس فيه حرام، ولا ريبة، ولا حق لأحد؛ لأنه قيل: إذا زكى المكسب، زكى العمل.
__________
(1) لم نقف على تخريجه.
(2) رواه من طريق أبي هريرة: البخاري في (69) كتاب النفقات، في (2) باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، ح رقم 5356، من طريق أبي هريرة، ورواه مسلم في (12) كتاب الزكاة، في (32) باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن اليد العليا هي المنفقة، وأن السفلى هي الآخذة، ح رقم 1034، من طريق حكيم بن حزام، ورواه الترمذي في (5)كتاب الزكاة، في (38) باب ما جاء في النهي عن المسألة، ح رقم 680، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب، ورواه أبو داود في (9) كتاب الزكاة،(40) باب الرخصة في ذلك، ص 248، رقم.ح 1677.
(3) في الأصل: يسيء، ولعل الصواب ما أثبتنا.
(4) في الأصل: غيبوبته، ولعل الصواب ما أثبتنا.
صفحه ۴۹