الإمام عبد الوهاب ~ (1):( من اجتمعت له شروط الحج، فلم يحج، ولم يوص به، فمنزلته منزلة سوء، قال: وأنا أكره أن يعجل على أحد من أهل الولاية بالبراءة حتى يتبين أمره، فلا تعجلوا على كل من كان له عذر في مثل هذا، حتى يتبين أمره )(2)، وسئل بعض علمائنا عن رجل موسر، ولم يحج، أتقبل شهادته؟ قال: أحرى، ألا تقبل له شهادة، إذا ترك الحج من غير عذر، والله أعلم.
الفصل الثالث: من السوابق: في الشروط
في شروط وجوب الحج، وما يتفرع منها من المسائل
اعلم أن الحج يجب على من وجدت فيه خمسة شروط: وهي البلوغ، والعقل، والحرية، والإسلام، والاستطاعة.
__________
(1) عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الرستمي، ثاني الأئمة الرستميين، تلقى العلم بالقيروان، ثم تيهرت عن أبيه وغيره من حملة العلم إلى المغرب، عالم متضلع من أكبر علماء زمانه، تصدر للتدريس فاستفاد وأفاد، وخرج على يديه علماء نفوسة، ومن تلامذته ابنه الإمام أفلح، بلغت الدولة الرستمية في عهده شأوا بعيدا من الحضارة والرقي، وكون علاقات سياسية واسعة، واتسعت دولته من حدود مصر شرقا إلى مدينة "تلمسان" في أقصى المغرب الأوسط، ودام عهده سبعا وثلاثين سنة، وقامت بعض الثورات عليه، ولكن بحكمته، وشجاعته، وبأسه استطاع إخمادها، له من الكتب :"مسائل نفوسة الجبل"، توفى ~ سنة 208ه، ينظر ابن الصغير (أخبار الدولة الرستمية)ص 43 وما بعدها، والشيخ الدرجيني (طبقات المشايخ) 2/46 وما بعدها، وجمعية التراث (معجم أعلام الإباضية)3/591-594.
(2) الإمام عبد الوهاب، (مسائل نفوسة)، ص 88.
صفحه ۳۳