أنه قال: "من لم تحبسه حاجة ظاهرة، أو مرض حابس، أو سلطان جائر، ثم لم يحج، فليمت يهوديا أو نصرانيا، وإن شاء، فليمت ميتة جاهلية، فقد وجبت له النار، كما وجبت لليهود والنصارى"(1)، وعن عمر بن الخطاب - رضي الله - عنه قال: ( لقد هممت أن أبعث إلى أمصار المسلمين، فلا أجد رجلا بلغ سنا، وجب عليه الحج، ولم يحج إلا ضربت عليه الجزية، والله ما أولئك بمؤمنين)(2)، قالها ثلاثا، وروي عن الربيع بن حبيب ~ أنه قال: (من وجب عليه الحج، ولم يحج، فهو دين عليه، ما دام حيا، فإن حضره الموت أوصى به، أن يحج عنه، فإن لم يوص به، ومات، وهو مضيع غير تائب، مات كافرا)(3)،كما قال الله - تعالى -: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } (4)، وقال بعض أصحابنا: ( من ترك[س/13] الحج بعد أن لزمه، لم تنفعه الوصية)، وفي جوابات(5)
__________
(1) رواه البيهقي في كتاب الحج، في باب إمكان الحج، 4/ 334، وقال البيهقي: وهذا وإن كان إسناده غير قوي إلخ كلامه، ورواه في شعب الإيمان في (25) كتاب المناسك، في حديث الكعبة، والمسجد الحرام، 3/ 430، والدارمي في (5) كتاب المناسك في (1) باب من مات ولم يحج، ص 535، رقم.ح 535،كلاهما من طريق أبي أمامة، وذكر ابن حجرفي تلخيص الحبير 2/ 486: أن العقيلي، والدارقطني قالا: لا يصح فيه شيء، ينظر: العلامة أحمد بن علي العسقلاني
(2) رواه البيهقي في كتاب الحج، باب إمكان الحج، 4/ 334، ونسبه ابن حجر في التلخيص 2/ 488 إلي سنن سعيد بن منصور.
(3) ورد مختصرا في كتاب العلامة الفقيه محمد بن جعفر الأزكوي، تحقيق: عبد المنعم عامر، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان، مطبعة الألوان الحديثة، 3/277.
(4) سورة آل عمران ، الآية 97.
(5) جوابات الإمام عبد الوهاب: قد ترك الإمام عبدالوهاب كتابا،يقال:بأنه ضخم، وهو سفر تام، ألفه الإمام عبدالوهاب ~ جوابا لأهل نفوسة في مسائل ونوازل استفتوه فيها، ولعل الكتاب المعروف الآن باسم"مسائل نفوسة " جزء من هذا السفر)، ينظر: الدكتور محمد ناصر وآخرون (معجم أعلام الإباضية) 3/592، والإمام عبد الوهاب بن رستم، (مسائل نفوسة) مقدمة المحقق ص 11.
صفحه ۳۲