الذي يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
القسم الثاني: في وعيد تارك الحج
قال الله - تعالى -: { ولله على الناس حج البيت } (1) إلى قوله: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } (2)، وقد تقدم تفسير هذه الآية، وعن الربيع بن حبيب ~ (3) عن مجاهد عن ابن عمر قال: " من مات صحيحا موسرا(4)، فلم يحج كان يسمى بين عينيه كافرا"، ثم تلا: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } ، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق أبي أمامة الباهلي(5)
__________
(1) سورة آل عمران ، الآية 97.
(2) سورة آل عمران ، الآية 97.
(3) الإمام الكبير، المحدث، الحجة الربيع بن حبيب الفراهيدي العماني البصري، كنيته أبو عمرو، ذهب بعضهم إلى أنه ولد ما بين سنتي 75ه - 80ه، في "غطفان" ب-"لوى" التابعة لمنطقة الباطنة بعمان، نشأ في عمان، وتعلم بها في بداية أمره،ثم رحل إلى البصرة، من شيوخه: جابر بن زيد، وأبو عبيدة، وضمام، وأبو نوح صالح الدهان وغيرهم، تلامذته: محبوب بن الرحيل، وموسى بن علي، وهاشم بن غيلان وغيرهم، قال البدر الشماخي فيه: (طود المذهب الأشم، وبحر العلوم الأطم...) إلى آخر كلامه، وله "المسند"، و"آثار الإمام الربيع" وغيرها، توفي ~ تقريبا ما بين سنة 175ه -180ه، ينظر: الشيخ الدرجيني (طبقات المشايخ)2/277-278، والشيخ الشماخي (السير)1/95-97.، والشيخ سعيد القنوبي (بحث الإمام الربيع بن حبيب) ص 15-19.
(4) موسرا: الميسر، الغنى، والسعة، والجمع مياسير. ابن منظور، (لسان العرب)، 15/446، مادة "يسر".
(5) أبو أمامة: صدي - بالتصغير -، ابن عجلان بن الحارث، ويقال:ابن وهب، وقيل غير ذلك، الباهلي، أبو أمامة، مشهور بكنيته، روى عنه: شهر بن حوشب، ومكحول، وأبو سلام الأسود وآخرون، سكن الشام، كان مع علي بصفين، مات سنة 86ه-، وقيل: 81ه-، قال سفيان بن عيينة: هو آخر من مات من الصحابة، ونوزع في ذلك، ينظر: ابن عبدالبر (الاستيعاب)4/1602، وابن الأثير (أسد الغابة)2/412-41/،5/16-17.، وابن حجر(الإصابة)3/399-341.
صفحه ۳۱