تدمع أعينهم وتقشعِرُّ جلودهم، قلت: إنَّ أناسًا اليومَ إذا قُرِئَ القُرآن عليهِم خرَّ أحدُهم مغشِيًّا عليه؟ قالت: أعوذ بالله من الشَّيْطان الرَّجِيم» (١).
إنَّ عبدالله بن عمر ﵄ مرَّ على رجلٍ من أهل العِراق يتساقَط فقال: أمَا نخشى؟ وما يسقط؟ إنَّ الشَّيطان يدخُل فِي جوف أحدِكم، ما هكذا [كان] يصنع أصحاب رسولِ الله ﷺ) (٢).
وذكِر عند [عبدالله] (٣) بن سيرين الذِين يُصرَعون إِذا قُرِئ عليهِم القُرآن، فقال: «بيننا وبينهم أنْ يقف أحدُهم على ظهر بيته باسطًا رجلَيْه، ثُمَّ يُقرَأ عليه القُرآن من أوَّله إلى آخِره، فإِنْ رمى بنَفسِه فهو صادِق».
وهذا الإنكار من هؤلاء السَّلَف إنما هو على المتكلِّفين المتواجِدين، ثم بالَغ القرطبي ﵀ فِي الردِّ عليهم فِي تمزيقهم الثِّياب وإعطاء ما سقط منها للقوَّال، وقال: هذا ضَرْبٌ من الجنون والهذيان، وفي قول بعضهم: هذا الشيخ يحكم فيه بما يريد، وهذا كلُّه إخراج ملك عن مالكه بغير طريقٍ شرعي.
(خاتمة) سُئِلَ الإمامُ المجتهد تقيُّ الدين السبكي ﵀ عن الرَّقص والدُّفِّ وعنْ حُضور السماعات؟ [ز١/ ١٥/ب]
فأجاب عنه بقوله:
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الرَّقْصَ وَالدُّفَّ الَّذِي = سَاءَلتَ عَنْهُ وَقُلت فِي أَصْوَاتِ
_________
(١) أورده القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (١٥/ ٢٤٩).
(٢) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢٠٦٢)، وسعيد بن منصور في "السنن" (٩٥)، وابن المبارك في "الزهد" (١٠١٦).
(٣) الصواب: محمد.
1 / 64