... لقد أوجب الله على الضعفاء والعوام السؤال في قوله: (فاسألوا أهل الذكر) كما أوجب على العلماء في قوله تعالى: (لتبيننه للناس) الفتوى وقد خلق الله الأمة عالما وجاهلا وقد ألزمه تقليد العالم كما فوض العالم أن يكون واسطة وحجة يقتدي به فلماذا يرى العلماء أن العالم إذا اجتهد ولم يصب هلك وأهلك خاصة في الأصول وفي الحديث: (كل مجتهد مصيب، ومن اجتهد فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد ولم تخصص الأحاديث أصولا أو فروعا أو أحكاما والظاهر إنها تقتضي العموم ولقد علم الله أن العالم غير معصوم فلم يكلفه فوق وسعه ولم يكلف الضعيف إلا إن قصر ولم يسال وهوس أل والعالم أفتاه والله يقول: (لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها) (ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهذا وسع القوم والله تعالى يقول: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد).
... وكم عالم أيده علماء كثيرون كعلماء بقية المذاهب الإسلامية فإن قيل أن هذا الحكم بحسب الظاهر فهلا يحسن بالمسلمين وقد بالغ العلماء في هذا بأن قالوا إن العالم إذا زلت لسانه فأفتى بغير الحق هلك السائل إذا عمل فما حيلة ذلك الضعيف الذي أمره باتباع العالم فيا ترى إن سأل العالم هلك وإن ترك السؤال هلك أيأمره الله بأمر ثم يعاقبه عليه: (ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به) فأقول حسنا بك ظنا لم يكشف لي سر هذا المكنون ولم تتبين لي غوامض هذه الفنون وذلك لقلة علمي وكثرة جهلي وأرجو أن يكشف الله على يديك ما انبهم ليزول الإشكال وينجلي ما انبهم ثم هذا سواء في الأصول والفروع أيكون مخطئا هذا وهل عند مخالفينا في جميع ما ذكرنا مثل ما عندنا ثم هل اتفق أصحابنا جميعا على جميع ما ذكرنا وقد قال صلى الله عليه وسلم: (بأيهم اقتديتم اهتديتم).
الجواب:
صفحه ۲۲