ومتى قيل: هل للقرآن مثل؟
قلنا: نعم في مقدوره تعالى، لا يقدر عليه غيره لكونه معجزا، فهو كفلق البحر، وقلب العصا حية، وإحياء الموتى.
ومتى قيل: لو لم يكن له مثل، أكان يصح التحدي به؟
قلنا: قال القاضي: نعم؛ لأن وجه الإعجاز لا يتعلق بكون مثله مقدورا، وقال علي بن عيسى: لا كالقديم.
ومتى قيل: بأي شيء وقع التحدي في قوله: من مثله؟
قلنا: من جزالة اللفظ، وحسن المعنى والفصاحة التي اختصت به، والإخبار عن الغيوب.
وادعوا شهداءكم معنى ادعوا: استعينوا واستنصروا بهم، شهداءكم، قيل: أعوانكم على ما أنتم عليه، عن ابن عباس. وقيل: آلهتكم، عن الفراء وأبي علي، وقيل: ناس يشهدون لكم، عن مجاهد وابن جريج، يعني: يشهدون لكم أنكم عارضتم القرآن. وقيل: من يشهد لكم ويوافقكم في مذهبكم. وقيل: كبراءكم وأماثلكم، عن أبي مسلم.
ومتى قيل: كيف تسمى آلهتهم شهداء وهي جماد؟
قلنا: عندهم أنهم يشهدون لهم فسماهم شهداء على زعمهم، وقيل: إنهم يحضرونهم ويشهدونهم، وهذا تحد وتعجيز، وليس بأمر، إن كنتم صادقين أن محمدا يقوله من تلقاء نفسه، فإنه يتكلم بلغتكم، فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أنه ليس من قبله، وقيل: إن كنتم صادقين فيما تزعمون.
* * *
(الأحكام)
الآية صريحة في الحجاج والنظر في الدين وصحته، فيبطل قول من لا يرى الحجاج.
Página 286