والدعاء: النداء، دعا يدعو دعاء، والدعاء لله: سؤال الرحمة، والدعاء: الاستعانة: الدعاء إلى المنازلة، وأصل الجميع الطلب.
والشهادة: البينة، يقال: شهادة عدل، والشهادة نقيض الغيبة، وأصله من المشاهدة، وحده الإخبار بالشيء عن مشاهدة، والشاهد: فاعل الشهادة.
والصدق: نقيض الكذب، وحده الإخبار عن الشيء على ما هو به.
* * *
(الإعراب)
(من) في قوله: من مثله قيل للتبعيض؛ لأنه تحداهم ببعض ما هو مثله، وقيل: للجنس كقوله: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) وقيل: صلة وزيادة، كأنه قال: (فأتوا بسورة مثله)، ولا يصح؛ إذ لا يحكم بالزيادة مع صحة المعنى.
ويقال: إلى ماذا تعود الهاء في قوله: من مثله؟
قلنا: إلى ما في قوله: مما نزلنا على عبدنا يعني من مثل القرآن، عن الحسن وقتادة ومجاهد وعمرو بن عبيد وواصل، وقيل: يعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال: من بشر أمي مثله.
* * *
(النزول)
قيل: لما سمع المشركون القرآن قالوا: ما يشبه هذا كلام الله، وإنا لفي شك منه، فأنزل الله هذه الآية.
* * *
(المعنى)
ولما احتج تعالى للتوحيد عقبه بالاحتجاج في النبوة فقال تعالى: وإن كنتم أيها المشركون في ريب شك وتهمة مما نزلنا من الفرقان على عبدنا يعني على محمد - صلى الله عليه وسلم - وقلتم: إنه كلام بشر فأتوا بسورة من مثله قيل: من مثل القرآن، وقيل: من مثل محمد.
Página 285