الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إنكم لا تَسَعون الناسَ بأموالِكم ولكنْ ليسَعْهم منكم بسْطُ الوجه وحُسْنُ الخُلق" رواه الحاكم والبيهقي (١).
_________
= منبسط الوجه سمْحَه، يفال: طلق وجهه، بضم اللام، وطلُق طلاقة). انتهى.
وفي حديث أبي جري الهجيمي: قال: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله
إنا قوم من أهل البادية، فعلِّمنا شيئًا ينفعنا الله به، فقال: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإيَّاك وإسبال الإِزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله". رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. انظر: فتح الوهاب للسيِّد أحمد الغماري ٢/ ١٢٨.
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ١: ١٢٤، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهَّاه الذهبي في "التلخيص"، ورواه الطبراني في المكارم (١٨)، والبيهقي في الشعب برقم (٨٠٥٤) من طريق الطبراني. ورواه أبو يعلى (٦٥٥٠)، وإسناده ضعيف جدًّا.
* معنى الحديث:
أي: لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسِّعوا أخلاقكم لصحبتهم، أخرج العشري في (الأفعال) عن الصولي قال: لو وزنت كلمات المصطفى ﷺ بأحسن كلام الناس لرجحت على ذلك، وهي قوله: (إنكم ...) إلخ، وكان العارف إبراهيم بن أدهم يقول: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه ما لا يدركه بماله؛ لأن المال عليه فيه زكاة وصلة أرحام وأشياء أخر، وخلقه ليس عليه فيه شيء. انتهى. فيض القدير ٢/ ٥٥٧، حديث (٢٥٤٥).
1 / 37