الحديث الثالث عشر
عن أبي ذر ﵁، عن النبي ﷺ قال: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، رواه مسلم (١).
_________
= صدقة، إلى غني أو فقير).
وفيه: صدقة بن موسى الدقيقي، قال الحافظ الذهبي في الميزان ٢/ ٣١٢ (٣٨٧٩):) ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي). انتهى. وأخرجه كذلك -أي الطبراني- في المعجم الصغير ١/ ٣٠، ٢٤٠. أولاهما عن نبيط بن شريط والأخرى عن جابر. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى (الجامع في آداب المحدث والسامع) للخطيب البغدادي، برقم (٦٣٥٢) من الجامع.
* من فوائد الحديث:
(تسمية هذا صدقة من مجاز المشابهة، أي: لهذه الأشياء أجر كأجر الصدقة في الجنس؛ لأن الجمع صادر عن رضا الله مكافأة على طاعته إما في القدر أو الصفة، فيتفاوت بتفاوت مقادير الأعمال وصفاتها وغاياتها. وقيل: معناه أنها صدقة على نفسه.
واستدلَّ بظاهر هذه الأحاديث الكعبيُّ على أنه ليس في الشرع شيء يباح، بل إما أجر وإما وزر، فمن اشتغل بشيء عن المعصية أجر. قال ابن التين: والجماعة على خلافه). انتهى من فيض القدير شرح الحديث رقم (٦٣٥٢).
(١) الحديث في صحيح مسلم برقم (٢٥٣٩) و(٢٦٢٦).
وهو بهذا اللفظ عند الترمذي (١٨٣٣)، وابن ماجه (٣٣٦٢)، والحاكم ٤/ ١٦٦ من حديث أبي جري الهُجيمي.
فائدة: قال الإِمام أبو العباس القرطبي في المفهم (٦: ٦١٢): (قوله: "ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق"، يروى بكسر اللام وياء بعدها، وطلق الوجه: بتسكين اللام بغير ياء، وهما لغتان. يقال: رجل طلق الوجه، وطليق الوجه، وهو =
1 / 36