الحديث الخامس عشر
عن ابن عباس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "كلُّ معروف صدقة، والدالُّ على الخير كفاعله، والله تعالى يحبُّ إغاثة اللهفان"، رواه الدارقطني، وابن أبي الدنيا (١).
_________
(١) الحديث عند ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج برقم (١٤)، وليس فيه (والدال على الخير ...) إلخ، وهي عنده مستقلة في حديث آخر برقم (٢٧) من حديث أنس بن مالك.
وقد رمز السيوطي في الجامع الصغير لحديث ابن عباس بالضعف، ورقمه (٦٣٥٤) وعزاه للبيهقي، وهو عنده في الشعب برقم (٧٦٥٧)، بنفس اللفظ الذي أورده المصنف. قال المناوي في فيض القدير: (وفيه طلحة بن عمرو، أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال أحمد: متروك، وقال الحافظ العراقي: رواه الطبراني في المستجاد من رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. والحجاج ضعيف، وقد جاء مفرقًا في أخبار أخر). انتهى من شرح حديث رقم (٦٣٥٤).
وقد أخرج الإِمام البخاري أوله في صحيحه برقم (٦٠٢١) باب الأدب من حديث جابر، وكذا الإِمام مسلم في الزكاة.
* معنى الحديث:
(اللهفان): المتحير في أمره.
فائدة: قال الإِمام الماوردي: المعروف نوعان: قول وعمل، فالقول: طيب الكلام وحسن البشر، والتودُّد بجميل القول. والباعث عليه: حسن الخلق ورقة الطبع، لكن لا يسرف فيه فيكون ملقًا مذمومًا، وإن توسط واقتصد فهو به محمود، وفي منثور الحكم: من قلَّ حياؤه قلَّ أحبَّاؤه.
والعمل: بذل الجاه، والإِسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة، والباعث عليه: حب الخير للناس، وإيثار الصلاح لهم، وليس في هذه الأمور سرف ولا لغايتها =
1 / 38