ولما رأيت كلامه رضي الله عنه يحوم حول الإضراب، ويرجح إيصاد هذا الباب، وربما قال لا بأس بالجواب، قلت في نفسي: لا يحك جلدي مثل ظفري، ولا يدرك وتري مثل بتري، فبذلت في الجواب جهد المستطيع، وإن لم يدرك الضالع شأو الضليع، وسميته (نهاية التنويه في إزهاق التمويه)، وبالله أعتضد فيما أعتمد، وأعتصم فيما يضم، إنه ولي ذلك، والقادر على ما هنالك، وهذه القصيدة، ويتلوها الجواب عن كل مسألة بعينها:
[تظلمه مما يسمع ويرى من هضم حق أهل البيت عليهم السلام]
أقاويل غي في الزمان نواجم .... وأوهام جهل بالضلال هواجم
ومسترق سمعا لآل محمد .... فأين كرام بالنجوم رواجم
ومستوقد نارا لحرب علومهم .... فأين البحار الزاخرات الخضارم
ومعترض فيهم بمخراق لاعب .... فأين السيوف الباترات الصوارم
ومجتهد في ذم قوم أكارم .... فأين الأباة السابقون الأكارم
ومنتهش لحما لهم وهو ثعلب .... فأين الأسود الخادرات الضراغم
[ترجيه لإزالة الظلم عنهم]
عسى نخوة تحمي على آل أحمد .... فقد ظهرت بغيا عليهم سخائم
عسى غاضب لله فيهم بحكمه .... يحكم فيه الحق فالحق حاكم
عسى ناظر فيهم بعين بصيرة .... وحاك لما نصت عليه الملاحم
عسى ناقم ثارا لهم من عدوهم .... فذاك عدو بالمناقم ناقم
عسى عارف ما قال فيهم أبوهم .... فقد جهلت تلك النصوص العظائم
عسى سالم فيهم عداوة ناصب .... فقد فاز منها سالم ومسالم
عسى عادم حقدا عليهم بقلبه .... فقد قل منه اليوم من هو عادم
عسى صائم من لحم أولاد حيدر .... فما شاتم من لحمهم هو صائم [شكوى من إبليس وأتباعه]
Página 49