نعم وخشيت أن ترد القصيدة على مولانا أمير المؤمنين، عليه صلوات رب العالمين، فيشتغل باله الكريم بجواب خيالات أحقر من أن يجيل في جوابها قلما، فلزمت طريقة الأدب، ورأيت تنقيح خيالات المموهين، بعد أن طلبت جوابها من سيدنا العلامة فخر الدين حافظ علوم الأئمة الهادين، عبد الله بن حسن الدواري أعاد الله من بركاته، فكتب إلي معتذرا، وكان من كلامه أيده الله: "نعم ما ندب إليه من الجواب عن الخيالات التي بلغته ممن لم يعض على العلم بضرس قاطع، ولم يكن له في منابت الطهارة والفضل سنخ أصل معرق، فيعلم أن الحكمة لا ينبغي أن تلقى إلا إلى أهلها وهم العملة، وإلقاء ذلك إلى غير أهله كالمتجمل للضرير، ومعلق سلك الجواهر في عنق الخنزير"، هذا كلامه أيده الله تعالى بعد أن قال: "وإن كان الجواب الجملي عن كل المسائل، الإثم والتخطية للمعتقد والقائل، ثم هو بعد ذلك يترقى إلى درجة الفسق والكفر، فنعوذ بالله من الزيغ الشديد، والضلال العتيد"، تم كلامه رضي الله عنه.
Página 48