"أما بعد فإنها ظهرت مقالة من بعض من ينتمي إلى العلم، ويدعي بزعمه أنه من أولي الفهم، وهي إنكار النصوص على أمير المؤمنين وسيد الوصيين - عليه صلوات رب العالمين - فلما بلغ ذلك إلي، إعتقدت وجوب الرد عليه وتصويب أسنة الطعن والتشنيع إليه ؛ لكون ذلك بدعة يجب إنكارها، ومقالة يقبح إظهارها".
تم كلامه، قدس الله روحه، فقد رأيت كيف ذكر الرد بلفظ الوجوب، وسمى هذه المقالة بدعة، وهذا عين ما نحن فيه.
وأقول: لقد كان من تقدم من الأئمة والسادات والعلماء عاملين بقدر ما علموا من فضل علي عليه السلام ومكانته عند الله وعند رسوله، فأقاموا في تصحيح إمامته المحجة، وأوضحوا في ذلك كل دليل وحجة، وكان هجيراهم رد الشبه والخيالات الواردة في إنكار النصوص، ومقارعة المخالفين بقواضب الأدلة، ومطاعنة النواصب برماح البراهين، لا يمسهم في ذلك سأم، ولا يردهم ملام من لام وكلم، ولله القائل:
Página 94