فائدة: قد لا يطلق لفظ السنة إلا على ما داوم عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم بيانه وهذا مختص بعلم أصول الفقه، وقد يطلق ويراد به ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا، وإن لم يداوم عليه، ومن ذلك أسلوب العلماء في قولهم يدل عليه الكتاب والسنة، إذا أخذوا في الإحتجاج على شيء، ويريدون بالسنة كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهي بهذا الاعتبار اسم لما تكلم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك كلام علي عليه السلام لعبد الله بن العباس، لما بعثه للاحتجاج على الخوارج: (لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا)، أراد عليه السلام بالسنة كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما اعتبر في لفظ السنة المداومة فيما كان يخص العبادات القولية والفعلية، كما هو مقرر في مواضعه من كتب الأصول.
ونعود إلى تمام ما كنا فيه فنقول: قد تلخص أن لفظ البدعة واقع على المقالة المذكورة، وأنها ليست من السنة في مراح ولا مغدا.
وبقي الكلام هل تسمى حدثا في الإسلام ؟
Página 92