خيال: قالوا: لم يوجد في اللغة أن مولى بمعنى الإمامة فلا يحمل عليه.
جوابه: أنا إنما قلنا: أن أحد معاني المولى المالك للتصرف والأحق، وعليه مالا يحصى كثرة من منظوم ومنثور، ومنه ما مدح به الأخطل عبد الملك بن مروان(190):
فأصبحت مولاها من الناس كلهم
وإنما أراد مدحه بملك التصرف على الأمة وهذا هو معنى الإمامة، فصح ما قلناه، وبطل ما تعلقوا به.
خيال: قالوا: الإمامة أمر شرعي لا يجوز أن يستفاد إلا من لفظ شرعي، ولفظة مولى لغوية، فلا يجوز أن تفيد المعاني الشرعية، وهذا الاعتراض لقاضي القضاة.
جوابه: أن ما ذكره خارج عن قول الفقهاء وسقيم في نفسه ؛ لأن الأحكام الشرعية تارة تستفاد بالألفاظ الشرعية، نحو لفظ الزكاة والصلاة والحج، وتارة بالألفاظ اللغوية، نحو قتل المشركين، وسبيهم، وتحليل ذبح الذبائح، ولباس الزينة عند المساجد، وغير ذلك، بل أكثر الأحكام الشرعية مستفادة من الألفاظ اللغوية، وقليل منها يستفاد من الألفاظ الشرعية، وقد ذكر قاضي القضاة وغيره أن الأحكام الشرعية تستفاد من الألفاظ اللغوية بأن تحمل على المعنى الشرعي، فإن لم يكن، فعلى العرفي، فإن لم يكن فعلى المعنى اللغوي.
Página 84