============================================================
أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان يعمان ويخصان بالعلم، فإذا قيل يجب أن يعلم ما يصير العرش في الوصل جار الكرسي، قيل إنه صار جاره، لأن كيفوفيته في الظاهر من آبواب البقاء وأينونيتها وحدرتقها ووسعها توجد في باب العرش، فهما جاران، أحدهما من خيال صاحبه في الطرف، بمثل هذا يعرف العلماء ويستدل على صدق دعواتهم، يختص برحمته من يشاء وهو القوي العزيز، والحمد لله رب العالمين، وتعالى الله رب العرش عما يصفون فهذه صفة العرش، وصفة الوحدانية، لأن قوما أشركوا بالله ما ليس لهم به علم، وقال الله رب العرش العظيم، يقول رب الوحدانية تعالى عما يصفون وقوم وصفوا الله عز وجل بيدين وقالوا : يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا با قالوا؛ وقوم وصفوه بالتشبيه يزعمون آنه إنا وضع رجله على صخرة بيت المقدس ثم ارتقى منها إلى السماء(1)، وقوم وصفوه بأنامل فقالوا : قال محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم(2) " وجدت برد أنامله على قلبي" فعز الله عز وجل عن مثل هذه الصفات لا إله إلأهو رب العرش العظيم تبارك وتعالى رب المثل الأعلى، عما مثلوه به، الذي لا يشبه، ولا يوصف بوهم، ولا تدركه الأبصار، ووصفه باليدين من لم يرتق بهذا العلم فوصفوا ربهم بهذه الأمثال وشبهوه بهذه الأشياء لما جهلوه، وقال الله تعالى : وما اوتيتم من العلم (2) الأ قليلأ ) فليس لله شبه ولا مثل ولا كفؤ . وله الأسماء الحسنى التي لا يتسمى بها غيره، وهي التى وصفها فقال : ولله الاسماء الحسنى(4) فادعوه بها وذروا آلذين يلجدون في اسمائه (ويخوضون في آياته]} بغير علم ، وفي موضع آخر يشركون به من حيث (5) لا
Página 58