============================================================
بحدود سعته { وسع كرسيه السموات (1) والأرض) فالكرسي باب علم غيب ظاهر من الغيوب، وهو باب الرقيم(2) وقوله { وسع كرسية} في ذلك الباب علم السموات والأرض والعرش له صفات كثيرة مختلفة في كل نعت، ووضع فيه القرآن على صفة واحدة قال : { ورب(2) العرش آلعظيم) رب الملك العظيم وقال: ( آلرحمن على()) العرش آستوى} أي على الملك احتوى، فهذه الكيفوفية (5) في الايتداء، ثم العرش في الوصل، وهو جاره، وفي الطرف وهو خياله، فإن قال قائل لم صار الوصل مفردا من الكرسي، قيل: ألم تعلم أنهما بابان من أكبر الأبواب في قلب القرآن ؟ فهما جميعا عينان، وهما في الغيب معدودان، لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب (2) الذي منه مطلع المبدعات ومبدأ الأشياء كلها، وصفة الأدوات، وعلم الألفاظ، والحركة، والقول به وعلم العود والبده (2) والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكون والملأ ، والحد، والأين) والمشيئة، والشبح، فهما لمن علم بابان، لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أعظم من علم الكرسي (4)، ومن ذلك قال رب العرش العظيم . لأن صفته
Página 57