[حكم المعصية التي بصورة الطاعة]
فإن قيل: وكيف تكون المعصية بصورة الطاعة؟
قلت وبالله التوفيق: ذلك غير عزيز إذ هو كما تقدم ذكره، وكصلاة المرائي وصيامه وحجه وسائر قربه؛ فإن صورتها صورة الطاعة وهي من الكبائر عند الله بالإجماع، وقد قال الله سبحانه في الذين يكون حالهم كهذا القدوة المتقدم ذكره: {وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين}[الأنعام:119]، وقال سبحانه: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم...}[النحل:25]الآية، وقال تعالى: {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم}[يس:12]، أي والسنن الحسنة، والسيئة التي سنوها لمن يقتدي بهم، وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((من سن سنة سيئة كان عليه وزرها، ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزار الناس شيئا))، أو كما قال.
وقال عليه السلام: (كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء)، أو كما قال، وقد جزنا في هذا عن المقصود؛ لأن الخبر ذو شجون.
Página 92