[نتائج السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
واعلم أن سكوت العلماء عن تبيين الحق، وعن النكير على العوام فيما يركبونه من المنكر قد تزلزلت به قواعد الدين؛ لأن سكوتهم تقرير لفعل القبيح وقولهم: إنه مع عدم التأثير يصير عبثا مدفوع؛ لأنه سبب لتزلزل قواعد الدين كما ذكرته الآن؛ لأن العوام يعتقدون أن العلماء قد قرروهم على ما فعلوا، وأنه لو لم يكن جائزا لعرفوهم به، كما صاروا يردون علينا في زماننا بذلك، ومدفوع أيضا بأدلة وجوب تبيين الحق على ما تقدم مفصلا، وأدلة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها لم تفصل، وبقوله تعالى: قالوا {لم تعظون قوما الله مهلكهم...} الآية إلى قوله تعالى: {قالوا معذرة إلى ربكم}[الأعراف:164]، وهم من ذريات الأنبياء وإخوانهم، وقد قال تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[الأنعام:90]، وقوله صلى الله عليه وآله: ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ولو حبوا)).
وقول علي عليه السلام: (لا يفسد الجهاد والحج جور جائر، كما لا يفسد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غلبة أهل الفساد) فكيف يكون مع عدم ظن التأثير عبثا؟!
Página 88