وروي عن الإمام يحيى عليه السلام الجزم بعدم تكفيرهم، وما تقدم يحجه، وأيضا حكى بعض الأئمة الأعلام إجماع العترة على تكفيرهم، وهو صحيح؛ لأنه لم يظهر بينهم فيما مضى [في ذلك] اختلاف، والمؤيد بالله قد روي رجوعه، وحكي أنه كان لا يجزم أن يكفرهم بالقياس، حتى تنبه للدليل على تكفيرهم من الكتاب العزيز، واحتج على تكفيرهم بآية من الثلاث الآيات التي تقدم ذكرها، وعليها اعتمد المتأخرون من أهل البيت "، ذكر معنى ذلك الديلمي رحمه الله تعالى في كتاب (قواعد عقائد أهل البيت ").
وقال أبو القاسم البلخي في رواية ومن وافقه: إن حكمهم حكم أهل الذمة، وذلك هو المحكي عن أبي الحسن الكرخي.
قال أبو القاسم في هذه الرواية: لأن كفرهم من جهة التأويل وذلك باطل؛ لأن أهل الذمة لم يثبت لهم حكمهم المعروف إلا بعهد، وذلك معلوم من الدين ضرورة، وهؤلاء لم يعقد لهم عهد البتة، ومن يستطيع أن يعقد لهم عهدا وهم أهل السيف والدولة، والقهر، والغلبة، واحتجاجه بأن كفرهم من جملة التأويل ضعيف مردود؛ لاحتياجه إلى إثبات دليل يوجب كون كفر التأويل موجبا لحكم أهل الذمة؛ لأنه محل النزاع.
Página 76