وقال صلى الله عليه وآله: ((بعثت بين جاهليتين، أخراهما أعظم من أولاهما)) ونحو ذلك كثير، فأرشد جميع ذلك إلى أن فعل الطاعة كلها لا يكون به المكلف مسلما إلا إذا عرى عن خصلة من خصال الشرك، فتأمل جميع ذلك تعلم الحق .
فأما كون دارهم يصير بذلك دار حرب، ولو كان المؤمنون موجودين فيها فالذي يدل عليه أنهم أهل شوكة الدار والسيف والمنبر لهم، والمعلوم من دين النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يأمر بالدعاء إلى الإسلام قبل القتال، وعلى ذلك جرى إجماع المسلمين، وظهور الإسلام مع ذلك لا يخرج الدار عن حكم دار الحرب.
Página 74