[معنى حديث: استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع] وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال: ((استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع))(1)، فقلت: ما معناه؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: الطمع الذي أمر رسول الله صلى الله عليه بالاستعاذة منه فهو الطمع الذي يخرج من الدين ويطرح المروة، ومثل رجل غلبه الطمع حتى صار مع الظالمين ولم يرض بما كان فيه من قوته مع طاعة ربه وأراد أن يكثر ماله ونقده، ومثل رجل يكون مع إمام عدل فلا يلحق السعة الكثيرة ويكون في قوته موقرا دينه مطيعا لخالقه فيدعوه كبر النفس والنهم إلى الخروج عن دار الحق، ومن الطمع أيضا ما يدعو إلى السرقة، وكل هذا طمع يطبع الإنسان ويفضحه ويوجب النار [569] والعار(2) له، فهذا هو الطمع الذي يورث الطبع وهو الذي أمر رسول الله صلى الله عليه بالتعوذ منه.
وأما ما روي عن عمر بن عبد العزيز في النكاح فإنما ذهب في ذلك
إلى قول النبي صلى الله عليه: ((لا تردوا الأكفاء))، فلما أن قال: ((لا تردوا الأكفاء)) دل على أن غير الكفو يرد ويزوج الكفو إلى كفوه أحسن وأصلح.
[معنى حديث النهي عن أكل ذبائح الجن. وحديث: لا يوردن ذو عاهة على مصح]
وسألت: عما روي أن رسول الله صلى الله عليه نهى عن أكل ذبائح الجن وفي ما يروى عنه أيضا أنه قال: ((لا يوردن ذو عاهة على مصح))(3).
قال محمد بن يحيى عليه السلام: أما ذبائح الجن فلا نعرفها إلا أن يكون يخرج في التأويل ما ذبح الآدميون لغير الله فذلك من فعل الشيطان وإغوائه، فنسب ذلك إليه إذا كان من أساسه، والذبح فهو للآدميين والجن فلا تذبح وإنما يقول بذبح الجن وأكلها العوام، فأما رسول الله صلى الله عليه فلا يقول بذلك، فإن كان الحديث صحيحا فإنما يخرج على ما ذكرنا من التأويل.
Página 66