قال محمد بن يحيى عليه السلام: يمكن أن يكون حكيم أراد بذلك
قائما على الحق لا أزول عنه حتى أخر، ومعنى آخر أي أموت والعرب تسمي الإنسان إذا هو ساقط خر على وجهه أي سقط على وجهه، وتقول لكل شيء منتصب يسقط إلى الأرض قد خر وسقط، والله عز وجل يقول: {يخرون للأذقان سجدا}[الإسراء:107] وإنما أراد يخرون على الأذقان بالسجود، وقد يمكن أن أراد أيضا بقوله ألا أخر إلا قائما يقول ألا أولي ظهري لعدو ولا أبرح في مقامي حتى ألحق بالله.
[معنى حديث: ((أقروا الطير على مكناتها))]
وسألت: عن الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: ((أقروا الطير على مكناتها))(1) المكن موضع الطير، فقلت: هل حظر النبي صلى الله عليه وآله أخذ الطير في الليل والنهار.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: لا أعرف الحديث على هذا النسق
((أقروا الطير على مكناتها)) ولكن قد يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن أخذ الطير في أوكارها فأما الطير الذي يطير بالليل ويوجد على المياه فلا بأس بأخذها.
[في أن الغنا بالقرآن لا يحل]
وأما ما سألت عنه من الغنا بالقرآن فهذا شيء لا يحل فعله ولا يجوز لأحد إتيانه ولكن رخص رسول الله صلى الله عليه وآله في التحزين بالقرآن وترجيع الصوت فيه والتحسين.
وأما الحديث الذي روته العامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال: ((تغنوا بالقرآن))(2) وإنما أراد استغنوا به عن سواه كما يقول القائل: تغانيت تغانيا، يريد بذلك استغنيت.
[تفسير قوله تعالى: {وأذنت لربها وحقت}]
وسألت: عن قول الله سبحانه: {وأذنت لربها وحقت}[الإنشقاق:2].
Página 51