============================================================
بن نظام الملك عن وزرائه وولاها للمظفر علي بن نظام الملك وكان الملك تاج الدولة قد سير قبل الوقعة التي وقعت بينه وبين بركياروق يوسف بن أرفق التركماني لإقامة الدعوة له ببغداد فلما قرب من المدينة أخرج الخليفة اليه حاجبا من الديوان للقائه فلم يخرج إليه فنهب بعض فرى بغداد وعزم على بغداد فورد الخبر إليه بقتل تاج الدولة فهرب إلى حلب ولما وردت الأخبار بقتل تاج الدولة إلى ولده رضوان وكان بدمشق فسار إلى حلب ودخلها وملكها وملك قلعتها وكان يلقب بفخر الملك ووصل على أثره أخوه شمس الملوك دقاق من ناحية ديار بكر ومعه جماعة من عسكره وعسكر آبيه فأقام بحلب عند أخيه الملك رضوان ثم وردت كتب سوبكين الخادم التائب بقلعة دمشق عن تاج الدولة إلى شمس الملوك دقاق وهو بلب أن بقصد دمشق ليملكها فتوجه دقاق سرا من أخيه فبلغ أخاه رضوان الخبر فجهز خلفه سرية فلم يظفروا به ووصل شمس الملوك دقاق دمشق فملكها سويكين الخادم واستحلف له الأجناد واستتابه دقاق في تدبير مملكته ثم قتله عن قرب فأقام أبابك طعبلين كان من مماليك تاج الدولة وخطى عنده حتى قدمه على خواصه واستحجبه وسكن إلى خدمته وشهامته واستتابه في تدبير دمشق وحفظها وأحسن السيرة في الرعية وعلت منزلته واشتهر ذكره وولى تاج الدولة ميافرقين وسلم إليه ولده الملك دقاق واعتهذ عليه في تدبيره وكفالته فقام ميافارقين وأحسن السيرة ثو توجه ابابك طعبلين مع السلطان تاج الدولة وشهد الوقعة (292) التى قتل فيها تاج الدولة وأسره أصحاب السلطان بركيروق وحملوه إليه فاعتقله مدة ثم خلص من الأسر وسار إلى دمشق فتلفاه الملك شمس الملوك دقاق بعساكره وأكرمه ورد إليه الاسفهلاريه الذي كان تولاها في حياة والده واعتهد عليه في تتدبير المملكة فعز ذلك على سوبكين الخادم وكره مكانة إلى أن قتل الملك دقاق سوبكين الخادم انفرد ابابك طعبلين بالأمور جميعها وتزوج بالخانون صفوة الملك الدقاق.
وفي سنة تسع وتمانين وأربع ماية خطب فخر الملك رضوان بن تاج الدولة صاحب حلب للإمام المستعلي صاحب مصر ثم قطع خطبته وسببه أن دقاق صاحب دمشق خرج بعساكره إلى بعض السواحل وخلت دمشق منهم وبلغ أخاه الملك رضوان ذلك فسار مجدا إلى دمشق بجمع عظيم وكان ذلك في سنة تسع وتمانين وزحف لحصار دمشق فغلقت أبوابها وركب الناس الأسوار وقاتلوا فوقع حجر المنجنيق في رأس صاحب الملك رضوان فسكن الحرب واستظوبه وعادوا إلى الخيم وجاء الملك دقاق بجموعه إلى دمشق فدخلها فرحل الملك رضوان عنها ولم بيظفر بمقصود وفي قلبه من دمشق ما لا يمكن وصفه لأنها مرباه وقد علم منزهاتها التي تعجز عن حقيفتها الأفكار وشتوقف في رؤية مدائحها الأبصار في كل ناحية منها قمر فكاتب الملك رضوان صاحب مصر يخطب له بحلب ويساعده على أخذ دمشق من أخيه دقاق فأجابه إلى ذلك وخطب الملك رضوان المستعلي صاحب مصر فلم ينجده ثم قطع خطبته وأعاد الخطبة لبني العباس.
وفي سنة اثنتي وسعين وأربع ماية كان استيلاء الفرنج على القدس لأنهم (299) خرجوا في جموع عظيمة وملكوا أنطاكية وهجموا معرة النعمان وقتلوا ملكها ولم تزل بأيديهم إلى سنة ست وعشرين وخمسماية فاستتقذها من آيديهم
Page 196