176

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genres

ابن بركة: الأرزاق في السماء الرابعة، وفي رواية: أرزاقكم على قدر نفقاتكم، فمن كثر كثر له، ومن قلل قلل له، فعلى العبد أن يسعى في طلب رزقه بالاكتساب له، ولمن يمونه، ولا يكن كلا على الناس. وقد أجمعوا على ذم من تخلف عنه، وأوجبوا التحرك في طلب القوت، فإن طلب الرزق ليس من طلب الدنيا، ولا يسع أحدا أن يظن أنه إن لم يعمل لم يأته رزقه، وهو مقسوم لا زيادة فيه ولا نقصان، وعليه أن يطلبه، وإن ترك العمل وتوكل على الله أنه لايفوته رزقه، لم يخطأ . ومن أظهر حاجته(92) للناس ولم يقدر أن يكتمها لم يكن ساخطا لرزقه.

[94] الباب الثالث والثلاثون

في النوم والأكل والشرب والجماع، وأدب ذلك

وقد روي: «إن الله يبغض كثرة النوم والأكل والراحة، ويحب قلة ذلك»، وأيضا: «أريحوا القلوب تعي الحكمة».

وقد جعل النوم دليلا على الموت، والقيام منه دليلا على البعث؛ وينبغي للعبد أن يعلم أن عليه لنفسه حقا، فلا يمنعها حقها؛ إذا أسهرها ليلا، أراحها نهارا؛ ولا يمنعها الطعام والشراب إن وجد، فتضعف عن أداء ما افترض الله عليها، وليصبر لقضاء الله.

ونهي عن النوم قبل صلاة العشاء والسمر بعدها، وهو التحدث في أمور الدنيا والشعر واللهو والمعازف، وهذا حرام في كل وقت، وعن نومة الضحى وهي مخلفة، لأنها ساعة الانتتشار وابتغاء الفضل؛ والعرب تقول: إنها مكسلة ومبخرة ومنسئة للحاجة.

فالنوم ثلاث: نوم الخلق في الهاجرة مأمور به، ونوم الخرق في الضحى، ونوم الحمق في العصر؛ وعن النوم بين الشمس والظل، فالظل مبارك؛ وعن نوم الصبي عند الباب، ولا يتخطى نائم، وعن نوم الرجل على بطنه والمرأة على قفاها، وهي نومة الشيطان، وعن وضع مستلق إحدى رجليه على الأخرى، ولا تدعوا نائما على بطنه، ولا على المحجة.

Page 176